شه مال عادل سليم : ( نانار , NANAR) مجلة الجالية العربية والكردية الاولى في اسكندنافيا .
بصدور العدد الثاني لمجلة (نانار ـ NANAR) الثقافية التي تصدر عن جمعية المجال الثقافية في مدينة مالمو في جنوب السويد باربعة لغات (عربي, كردي, سويدي وانكليزي ) , تدخل المجلة سنتها الاولى منذ صدورها أول مرة في منتصف عام 2013 والتي دخلت معظم المكتاب السويدية في فترة زمنية قصيرة جدأ ، وتكون قد قدمت الشيء غير القليل للثقافة الوطنية العربية والكردية والانسانية خلال مسيرتها القصيرة على الرغم من امكانياتها المتواضعة ,والتي اكتسبت مكانة مرموقة بين المجلات السويدية بشكل خاص والاسكندنافية بشكل عام .
لقد كانت هذه المجلة على مدى سنة واحدة تقريبأ تحمل هموماً وطنية وانسانية وثقافية واجتماعية كبيرة لكي تتميز عن مجلات عديدة صدرت وانتهت خلال فترة تواجدها واصدارها في المهجرلاسباب مختلفة ..
كما كان التزكية والدعم غير المحدود للكتاب والمثقفين والمترجمين من الكرد والعرب وفي جميع انحاء العالم دوراً ايجابياً في استمرارها وتحديها للظروف الصعبة المعنوية والمادية….
تقبل المجلة المقالات الثقافية والاجتماعية عالية الجودة بالإضافة إلى ذلك فإنها متاحة لكل الأكادميين والمثقفين والمبدعين والمهتمين بنشر إنجازاتهم وابداعاتهم الثقافية والاجتماعية من خلال ابواب (نانار) المتنوعة ، اما المقالات المكتوبة باللغة الكردية يجب أن يكون ملحق بها ملخص باللغة العربية, ويتم تقديم المقالات للمجلة من خلال نظام التقديم عبر الإنترنت لهيئة التحرير….
لقد تنوعت النصوص الادبية واالثقافية والاجتماعية في (نانار) بتنوع اقلام وافكار المشاركين فيها، من العراق والدول العربية والاوروبية وغيرها وتميزت هذه الكتابات والمقالات بتناولها مختلف القضايا والاتجاهات الثقافية والاجتماعية العربية والكردية والسويدية والانكليزية ..
كما شارك في الترجمة والكتابة عدداً من الاكادميين والكتاب المرموقين على صعيد العالم العربي حيث اصبحت المجلة محط احترام وتقدير قرائها بفترة زمنية قصيرة جدا ….
العدد الثاني من المجلة كان حافلاً بالمواضيع العربية المتنوعة منها : في الليالي العربية لمهرجان مالمو السينمائي , يوم اللغة الاشورية , لقاء مع الاديبة السورية( لبنى ياسين ), قراءة في أعمال الفنان الكبير( فائق العبودي ), كيف تخططين ليوم زفافك , تبادل خبرات وتصحيح المسار, مالم تقله شهرزاد ,نون النسوة ,ملتقى المنظمات الثقافية في بغداد , دور منظمات المجتمع المدني في تعزيز مفهوم الهوية لدى ابناء الجالية العراقية .
أما القسم الكردي فقد كان مخصص للشاعر الكردي الكبير الراحل (شيركو بيكس , حياته وووصيته و أعماله الإبداعية والتي تتجاوز اكثر من (45) مجموعة شعرية، نذكر منها: شعاع القصائد(1968)، هودج البكاء (1969)، باللهيب أرتوي (1973)، الشفق (1976)، الهجرة (1984)، مرايا صغيرة (1986)، الصقر (1987)، مضيق الفراشات (1991)، مقبرة الفوانيس، فتاة هي وطني (2011)..إلخ. …وقد ترجمت منتخبات من قصائده إلى عدّة لغات عالمية منها السويدية، الانكليزية ،الفرنسية ، الألمانية ، الرومانية، البولونية، الإيطالية، التركية، والعربية وغيرها من اللغات.) وهو نجل الشاعر الكردي الكبير) فائق بيكس( ,والذي كتب في رثائه الشاعر الكبير (محمد مهدي الجواهري) في عام 1961 ومطلعها :
اخي (بى كه س) والمنايا رصد ….. وها نحن عارية تسترد
اخي (بى كه س) يا سراجا خبا ….. ويا كوكبا في دجى يفتقد !!
ويشير الجواهري الى الاسم الذي اختاره (بيكس الاب ) لنفسه (بيكس) والذي يعني باللغة الكردية (الوحيد) او (بلا احد) فيقول مترجما الاسم الى لفظ (بلا احد) !
(بلا احد) سنة العبقري يعي الناس اذ لايعيه احد
(بلا احد) غير خضر الجبال …ووحي الخيال وصمت الابد !
(بلا احد) يا سنا امة …تنادت الى جمع شمل بدد
تصول بسيف كثير الحدود …اذا كل حد له جد حد ! .
بالاضافة الى نبذة مختصرة عن حياة الشاعرة الكردية المعروفة خديجة مصطفى الحويزي المعروفة بـ(فريشته ) , قصة قصيرة بعنوان ( من وقه رجيك) .
اما القسم السويدي فقد احتفى بالقاص الراحل عبد الستار ناصر بترجمة قصة (بعد خراب البصرة) الى اللغة السويدية والتي ترجمها السيد (هنري دياب) رئيس قسم اللغات السامية في جامعة لوند …
اما القسم الانكليزي فقد خصص لموضوعين : The Secrets of the travel vag , Baghdad celebrated vocalists,
كما تصدر الغلاف الخارجي للمجلة لوحة للفنان الكبير (فائق العبودي )مؤسس مركز فضاء الشرق الثقافي في لوزان بعنون ( خدوش الزمن الغابر ).
اما عن الهدف والاسباب والدوافع التي حفزت عملية إصدار مجلة ( نانار ) وعلاقتها بالمساحة الثقافية للجاليات العربية والكردية المهاجرة في السويد تقول رئيسة تحريرها الدكتورة اسيل العامري : ان الهدف من صدور مجلة متعددة اللغات جاء من خلال دراسة أكاديمية استمرت ثلاث سنوات كشفت من خلالها عن وجود حالة انفصال إعلامي عالي الدرجة لدى أبناء الجاليات العربية والكردية ووسائل الإعلام السويدية كان مصدره عدم قدرة الكثيرين على الفهم الدقيق للغة السويدية مما جعلهم بمعزل عن التفاعل مع مجتمعهم الجديد وبالتالي عن القوانين الجديدة وطرق إيجاد فرص العمل, وجاء اصدار مجلة (نانار) كمساهمة جادة في حل الكثير من المشكلات التي تواجه المهاجرين وتعكس في الوقت ذاته الثقافة العربية والكردية مترجمة للغات السويدية والانكليزية وبالعكس من هاتين اللغتين الى العربية والكردية .
لم يبقى لي الا ان اقول : ان مجلة (نانار) واصرار بقائها وديمومتها متأتي من اصراروعزيمة واخلاص رئيسة تحريرها الدكتورة اسيل العامري وجميع هيئة تحريرها وبكل اقسامها ( القسم الانكليزي الاستاذ علي سالم , القسم الكردي الاستاذ شه مال عادل سليم , القسم السويدي الاستاذة ماريا هالبيرج والقسم العربي الدكتورة اسيل العامري والاشراف اللغوي الاستاذ ميخائل ممو والاشراف الفني الاستاذ عبدالكريم السعدون وكذلك الكتاب والمثقفين والمترجمين ودعم القراء المتواصل لـ(نانار)…….
اتمنى لـ(نانار) النجاح ودوام الانتشار والعطاء لخدمة الجالية العربية والكردية في المهجر ….