عماد علي : هل pkk قوة احتياطية للدفاع عن كوردستان الجنوبية ؟ .
بعد ورود الاخبار عن مجيء الالاف من قوات البيشمركة من غرب كوردستان للحفاظ على المكتسبات التي حققها البيشمركة في اقليم كوردستان و دفاعهم عنها و منع دنس اراضيها من قبل زمرة داعش و من يلف لفها، توسمت خيرا لمستقبل هذه الامة و المنطقة .
المرحلة حساسة جدا و هي في حالة اعادة ترتيب كاملة للخارطة التي رسمتها الاستعمار في حينه، و الفوضى التي خلقت ربما هي التي ستخلق واقعا جديدا بخصائص و اشكال جديدة، الحس القومي الموجود لدى ابناء الكورد ليس وليد الساعة، و انما نتيجة ما تعرضوا له من الغدر و الظلم و القهر في اجزاء كوردستان الاربعة، تعمق هذا الحس و برز كلما ازدادت الشدائد عليهم، و كل ما نغور في اعماق هذا الشعب و نعيد الى الاذهان سلوكهم و تعاملهم مع الاحداث نتذكر ما يدل على عدم تعصبهم و لكن لهم القدرة في الدفاع عن النفس ان لم يٌغدر بهم، و كما حصل في الثورات السابقة على مدى التاريخ، و فشلت نتيجة الغش و الخداع او دخول الاعداء في ثغرات واضحة في صفوفهم و اثرت على وحدة صفهم، اما اليوم و لحد هذه الساعة اذا ابتعدت المصالح الحزبية، نلمس وحدة الشعب و تضامنه مع البعض في جميع اجزاء كوردستان، اي لا يمكن تقبل اي غلط في هذه المرحلة و هذه الفرصة النادرة التي توفرت لتحقيق اهداف و اماني الشعب الكوردي، نجح الكورد في اختيار الاولويات و تعاونت الاجزاء لتقدير ظروف كل جزء، فلابد ان يكون التخطيط بشكل احسن من اجل الدفاع عن الارض و العرض و من اجل تحقيق الاهداف الاستراتيجية ، لانه شعب ضحى بما يكفيو اكثر لبناء مئة دولة و ليس دولة واحدة . ان كان التعايش مستحيلا مع الاخر و لم يقدر حسناتك و لم ير فيك الا مستغلا للفرص و يعتقد بانه يملكك و هو صاحبك و يتعامل معك ان تمكنٌ كعبيد و لم يمتلك الثقافة و الفكر و الفلسفة التي تفرض عليه ان يعترف بالحق للاخر و عاش ضمن الخزعبلات الفكرية القومية التعصبية و الافكار التي تفرض الخطا الذي فرض على الجميع و لصالح القوى الكبرى، فليس امامك الا ان تفكر و تخطط و تنفذ بنفسك ما يحق لشعبك بكل ما تملك من الامكانية و القوة و الوسائل . التعصب ليس من خصائل الكورد و الدليل تعامله مع الاخر بسلم و امان في اكثر مراحل ضعفه، و طلب الحق ليس بتعصب، الا اذا عاند و اجحف الاخر لم يبق امامك الا ان تدافع عن نفسك و قيمك و كيانك بكل ما تملك .
اننا الان في احرج مرحلة ، الوقت و الخطوات تحدد مستقبل هذه الامة، و عليه، يمكن طرح اي خلاف ثانوي جانبا، و استغلال نقطة القوة لدينا لتثبيت الذات و بيان الوحدة، كي يعلم القاصي و الداني ان الكورد لم يعد ذاك القوة المستغلة من قبل الاعداء و لم يعودوا ملقطا بيد هذا و ذاك، و يجب صرف جهودهم من اجل وحدة مصيرهم. و من هنا يمكن للعالم ان ينظر الى الارادة التي خلقت القوة و قاومت كل الممارسات اللاانسانية من قبل القوى الكثيرة في الاقليم و من ساندهم من القوى العالمية و دافعوا عن حقهم طوال العقود و بقوا اقوياء و صامدين . اليوم ان كانت داعش تعتقد بانها تقدر على احتلال هذه المساحة من الارض العراقية خلال مدة قياسية يجب ان يردعوا و يتاكدوا بان الاسباب التي ادت الى نجاحهم في تلك المنطقة لا توجد عند الكورد، و يردوهم الصاع صاعين، و ان القوة التي امامهم ليست بكامل قوة الكورد . و يعلم من يسول نفسه من الاخرين ايضا اذا فكر في التطاول على حق الكورد ان يحسب الف حساب لما يمكن يواجهه . فالحق يجب ان يعود لاصحابه، ان كان صاحبه مطالبا و ذكيا، و على القادة الكورد في كوردستان العراق ان يحذوا حذو الشعب بما يفكر ويفعل، و يخطوا و يضحي من اجل المصالح العليا، و عليهم التضحية بامور حياتية اقتصادية على الاقل من اجل مستقبل امتهم . لنرى خطط القادة و نسمع كي نحكم على النتائج التي نحصلها، بعد ان عرفنا ان الشعب هو المحافظ الاول على مصالحه و هو السند و المضحي و هو القادرعلى الدفاع عن قيمه و مكانته الحقة، و تبقى الانسانية فوق كل ايديولوجيا و فكر و فلسفة في القضية الكوردية ، فان سلب حقهم منذ عقود طويلة فلهم الحق و القوة و الارادة لاعادته الى اصحابه الحقيقيين .