عماد علي : هل تسمح ايران لتركيا بالتدخل في سوريا ؟
سمح البرلمان التركي التدخل العسكري في سوريا و العراق . بعدما تاكدت تركيا ان تحالف جدة سائر في تحركاتها و ضربها لاوكار داعش دون خطط او استراتيجية و بلا خارطة واضحة، و لنا ان نقول بقرارات ارتجالية لم تصدر من اية غرفة عمليات مشتركة خاصة بهذه الحرب المعلنة على داعش كما هو المعلوم، و كان من الضروري و الاجدر بالقوى المشاركة ان يؤسسوا هذه الغرفة للتنسيق و تبادل المعلومات و توزيع الادوار الا ان العمليات التي تشبه بعضها استعراضات عسكرية كالتي تقوم بها امريكا في ساحة كوباني و لم تؤثر لحد اليوم على القوة القتالية لداعش هناك كما فعلت في تخوم اربيل .
حذرت ايران تركيا في مد يدها اكثر من المسموح لها، و يمكن ان لا تعارض ايران دخول تركيا في الخط بشرط عدم المساس بسلطة بشار على العكس من الهدف الذي اعلنها تركيا كشرط لمشاركتها في ضرب داعش، و تسمح لها في هدفها الثاني و هو مضايقة وتحجيم القوة الكوردستانية في غرب كوردستان و من مصلحتهما عدم قيام كيان مشابه لاقليم كوردستان العراق في سوريا لمنع تقوية الكورد و ازدياد ثقلهم و مكانتهم في المنطقة مما ينعكس بالايجاب على الكورد في كوردستان المقسمة على الدولتين المتفاهمتينتركيا و ايران على ما يخص الكورد فقط و مضادتين للبعض في كافة الامور الاخرى التي تخص هذه المنطقة بشكل تام و هما منقسمان على المحورين ايضا . من المعلوم ان ايران هي او من وقف ضد داعش بعد توجهه الى كوردستان العراق و لم تحرك تركيا ساكنا رغم علاقاته المتينة مع السلطة الكوردستانية وخصوصا الحزب الديموقراطي الكوردستاني، و توجد لها قوة عسكرية رابطة في كوردستان العراق عند منطقة اميدي التي كان من السهولة التحرك بريا و هناك قاعدة انجرليك التي لم تسمح حتى لقوات التحالف التحرك منها ايضا .
المعادلة وما تقبل من المساومة كما هي، ايران يهمها بشار الاسد قبل غيره، و تركيا يهمها عدم تثبيت اقدام الكورد في الكانتونات في غرب كوردستان و تدعي انشاء منطقة عازلة هدفها منع الكورد من تجسيد حكوماتهم فقط و ليس ادعائاتها بمنع تسلل الارهاب الى اراضيها، و يمكن للبلدين تركيا و ايران ان تتساوما كل منهما على هدف و شرط للاخر و يكون المتضرر الوحيد هو الكورد على الرغم من تقديمهم الضحايا و سفك الدماء دفاعا عن ارضهم و عرضهم، و ما عانوه من التشريد و التنكيل بهم من قبل القوات التركية الموجودة على الحدود التركية السورية يفضح امرهم .
اذا شاهدنا زيارات متبادلة لوزراء خارجية البلدين ايران و تركيا في القريب العاجل، فانهما سوف يتفقان بشكل نهائي على الخطوط العريضة لما يهمها و هناك فرصة لهمها في التفاهم بشروط و سوف يدخلان امريكا في الخط لتقدير الموقف و اتخاذ المواقف المشتركة، الا اذا تعنتت تركيا و ارادت ان تنفرد لتكون لها القوة المنفردة و من اجل ترسيخ نفوذها منفردة في سوريا المستقبل كما تفعل ايران الان في العراق لتعدل الموازنة المختلة منذ انسحاب القوات الامريكية من العراق، و تهدف ذلك من اجل فرض شروطها المستقبلية لما تقع عليه المنطقة .
ايران تغض الطرف لو اشرٌت تركيا اليها بعد ان تتمكن من التفاهم مع امريكا حول المحور الروسي الايراني السوري و ما يفضلونه، و ان تاكدت ايران بان افرازات و تداعيات حرب داعش لم تصل لحدودها و لن تؤثر على الشؤون الداخلية لها فانها ستستفيد من موقف تركيا و تنتهز فرص ساتحة لتقوية مكانتها في المباحثات الجارية و التي لها التاثير الا هم على جميع المعادلات . المشكلة الرئيسية هي عدم ضمان مستقبل سوريا و كيفية التعامل معها قبل انهاء داعش و ليس بعدها التي لا تضمن اية دولة فيما تقع عليه المنطقة فيما بعد دون ضمانات و لم تعد الثقة موجودة بسبب ما وقع فيه العراق و ارتمي في حضن ايران و تنظر دول ذات مصالح اليه من بعيد دون ان تتمكن من فعل شيء، اي لم يتمكنوا من الالحاق بالامر بعد خراب البصرة .
هناك توقع بان ايران سوف تتدخل بشكل و اخر من اجل عدم تحقيق تركيا ما ترنو اليه و لن تدع ان تقع سوريا بالشكل الذي لن يكون لصالحها و يضعف من موقفها و ثقلها و نفوذها في المنطقة و به ستتعرض لخيبة امل و يضعف موقفها في محادثاتها النووية مع امريكا، لذا و ان كان بشكل غير مباش و بتكليف الممثل لها سوف تضع ايران شروطها على الطاولة قبل السماح لتركيا في تنفيذ خططها في هذه المنطقة .