عماد علي : ان سقطت كوباني ارضا لن تسقط عزيمة و ارادة .
حكى لي صديق كان قريبا من القوات الامريكية حين وجودهم في العراق بعد تحريره من الدكتاتورية، كانت هناك قوة من الارهابيين لا تعد بعدد اصابع اليد، في المنطقة الغربية ، عندما صادفوا قوة امريكية جرارة، فكانت رتلا من الدبابات و المدافع و الامكانيات اللوجستية الضخمة، صادف و داهم و باغتت تلك القوة الارهابية هذا الرتل، فحدثت فوضى لم يكن لها مثيل من قبلها و تبعثرت تلك القوة بشكل لم تشهده من قبل القوات المريكية التي كانت رابضة في مواقعها في المدن و المعسكرات، فتكبدت خسائر جسيمة و من منهم فقد و هرب الى اماكن غير ملعومة في تلك الليلة و عُثر عليه في اليوم التالي، و من تلك الحادثة التي كنت فيها تاملت في الفرق بين العزيمة و القوة بين الارادة و اداء الواجب فقط، عندما اقارنها بما يحدث في كوباني منذ شهر تقريبا .
و بعد مقارنة جدية و دراسة لتلك الحادثة مع ما يقدمه ابناء و بنات كوباني منذ حوالي شهر من التضحيات و القتال الشرس مع همجية الارهاب الذي لا يفرق بين الاخضر و اليابس و هو يعيث في الارض فسادا مع الفرق في العدة و العدد لم يبق امامي شيء اتحدث به سوى ان اذكر العمليتين . ان ابناء كوباني البطلة يقدمون اروع اسطورة و بطولة لا مثيل لها حتى في تاريخ هذه المنطقة و من الشجاعات النادرة حتى في تاريخ العالم اجمع .
اثبت اهل كوباني و من خلالهم الكورد انهم اهل للتقدير و الانحناء و انهم يجب ان يُضرب الامثال بهم من الشجاعة و الفروسية و التضحية و الارادة و العزيمة للدفاع عن حق و ارض و تاريخ و قومية و شعب مغدور منذ عقود كثيرة . انهم محصورون من الجهات الاربعة اضافة الى ما تفعله تركيا من محاربتهم بطريقته الخبيثة، و يدافعون عن مدينتهم بكل ما يمكن ان يُقال عنه بابسط الاسلحة فقط، و لكن ارادتهم هي التي تقف صامدة امام العقل و الفكر الاسود . حتى و ان سقطت كوباني ارضا و مدينة اليوم او غدا و هو ما ينتظره الجميع، لم يسقط اهلها و لم تنحني ارادة شعبها و ستبقى العزيمة الكوردية جذوة متقدة ستلهب في اية فرصة سانحة و لا يمكن لشعب هذه سماته و خصلاته و قوته و ارادته و ايمانه بقضيته ان يفشل في مسعاه لنيل اهدافه الحقة و سيشهد العالم لهم، و انهم نقلوا القضية الكوردية الى مكان سامي و اصبحوا رمزا للتضحة و الفداء، و لا يمكن ان تخمدها مصالح المحتلين و حيلهم، حقا كوباني بيٌضت وجه الكورد و الشجاعة التي ابدوها ابناءها عرض مدى استبسال الكورد في ثوراتهم، و ان هذة المدة القصيرة من مقاومتهم لخص للعالم شجاعة ابناء الكورد في ثوراته و دفاعه و مقاومته لالد اعدائه التي لاتزال تحيك له كل الحيل ليبقى خاضعا له، و لكن كما نرى منذ الان و بعد التغييرات الايجابية بزغ الفجر و لا يمكن ان تخفى الحقيقة مهما بلغ كيد الكائدين من الاعداء الكثيرة لشعب مناضل مقهور و محتل من قبل الحكومات و القوميات السائدة .
الارض مقدسة لدى الشعب الكوردستاني و لكن الملاحم التي سجلها الشعب الكوردي في كوباني تفرض على الجميع مدى الغدر الذي يلحق بهذا الشعب وبارضه و الجميع يراقب دون مد يد المساعدة بجدية اليه، و هم يشاهدون الفرق الشاسع بين العدة و العدد لطرفي النزاع و انهم استبسلوا بهذه الاسلحة الخفيفة التي وراءها عزائم و ارادة حولتها الى مدافع و دبابات ستبقين يا كوباني شامخة و ان وصلتك ايدي الغدر القذرة، و ستكوني رمزا لنضال امة شجاعة بارعة في الدفاع عن ارضها و عرضها .