عماد علي : سيرأس اوجلان دولة كوردستان .
يقول اوجلان ، في كتاب نبيل الملحم ؛ سبعة ايام مع آبو قائد و شعب ( الاشخاص غير المتمكنة التي انتمت الى حزبنا في بدايتنا، اما انكشفت و اندثرت من تلقاء ذاتها او طردناهم بانفسنا منذ البداية، و فسحنا المجال للذية انتموا بارواحهم و جواهرهم و عقولهم و افعالهم الينا، و فتحنا امامهم الطريق ) .
عند متابعة حزب العمال الكوردستاني و التنظيمات القريبة منه، كم نتعجب من الضبط و الربط و التقدمية في خطواتهم و عقليتهم قبل اي شيء اخر، و كم من السهل ان نميزهم حتى مع الاحزاب الكوردستانية المترهية المسيطرة على السلطة في جنوب كوردستان و تاريخهم المليء بالتناقضات .
نظرة هذا التنظيم الى المراة و الى الدولة و السياسة و المباديء التي يحملونها، الى الارض، الى المنهج و العمل وفق ما يؤمنون، الى مستقبل كوردستان . كل ذلك يدعنا ان نقول انه حزب متفرد في خصوصياته و ايجابياته،و غير مسبوق الشكل والعمل و الجوهر . انهم ابدعوا في كل ما يخص الانسان و السياسة و الفكر و الحياة بشكل عام، انهم اجادوا العمل و فقهوا الفلسفة و الاستراتيجية التي اتبعوها، انهم سبقوا العالم في جزئيات الامور، و ها بعد ان تقدموا في نضالهم المسلح قدموا نموذجا بارعا في الادارة و النظرة الى الانسان و قراءة المرحلة، ما قدموه فيما يخص المراة من اول قانون من نوعه في العالم لامر واضح لمستوى عقليتهم المبدعة كما قدمت المراة في النضال المسلح في ثورتهم لم تقدمه اية جهة اخرى في العالم، نعم في العالم بهذا الشكل و الايمان بالقضية و الايمان بالمباديء السامية التي يحملونها و ابهروا العالم كله بخطواتهم رغم العرقلات و حيل الاعداء و كيده .
ان كان هذا الجمال من صنع يد من يركن في عرينه في امرلي يقود و هو مقيد جسما لا فكرا و عقلا و فسلفة و قيادة و ادارة . نتاجاته بائنة للعيان و لا يمكن ان ينكرها احد حتى خلال العقد الاخير من حياته، لم يياس و لم ينحني و تواصل و بقت تنظيماته الفولاذية دون شق او خدش .
في المقابل لا يمكن مقارنته مع الاحزاب الاخرى في الاجزاء الاخرى من كوردستان، لم نر من صنع يدهم الا ما لا يمكن ان نصفه بشكل ايجابي . لم يمر اكثر من عقدين على الحكم الذاتي و ادارة السلطة في كوردستان الجنوبية و لم نلمس ما يمكن وصفه بالشكل الذي نتمناه و ليس بمستوى التضحيات التي قدمها ابناء الكادحين و الفقراء فيها، الفساد المستشري و المحسوبية و المنسوبية و اللاعدالة و الحكم العائلي و القبلي و التفرقة و الانشقاقات و قتل المراة و عدم وحدة الراي و الاستراتيجية و الخضوع للقوى العالمية و الاقليم، اضافة الى هشاشة الحكم و عدم تمكنه لصد ابسط ريح كما شاهدناه عند مجي داعش و احتلاله هذه الاراضي الشاسعة من كوردستان الجنوبية و ان لم تنقذنا امريكا لوصلوا الى اربيل خلال سويعات و ضاعت عنا الخبز و اللبن و نتاج كل التضحيات التي قدمتها ابناء هذا الموقع من الدماء النقية الغالية .
عدم قراءة المرحلة و اتخاذ خطوات عشوائية اودى بحالنا في جنوب كوردستان لما نحن فيه، بينما تحاول تركيا بغرورها و ما تعتبر نفسها بعظمتها بشتى الحيل ان تضع النضال الكوردي في شمال كوردستان في زاوية و تريد ان تعبيء الراي العام العالمي ضدهم ، فالخطوات و المواقف التي تتخدها الثورة في شمال كوردستان تُفلت من تحت ايديهم الفرصة التي يريدون فرض ما ينون بكل الطرق، و اخيرا محاولاتهم السياسية لمنع الكورد من الاستفادة من فرصة كوباني و ضرب عملية السلام في تركيا بطرق ملتوية، الا ان موقف اوجلان بالاستمرار في عملية السلام افلت من ايدي اردوغان و قادة الترك فرصة خدع الثورة الكوردية النضالية السلمية، و هذا ما يدعنا ان نؤمن بعبقرية اوجلان رغم فرض الظروف النفسية غير اللائقة عليه .
فان قادة الكورد الاحرار في جنوب كوردستان يملئون الارض اخطائا، و لم يتعاملوا مع المستجدات الا من منظورهم الحزبي و من زاوية مصالحهم الشخصية، ويريدون فرض نفسهم بالقوة و الاكراه قائدا ورئيسا، بينما القيادة والرئاسة لم تفرض بل يمنحه الشعب باسترضاء و قناعة، و يفرض القائد نفسه بفكره و عمله و قيادته الرشيدة الصحيحة .
و من هنا يجب ان نقول و نحن مؤمنون بانه مهما طال الليل سياتي الفجر، و لم يبق منديلا في السجن الا و خرج قائدا عالميا، و للكورد مانديلا و يفتخر به الجميع و سيتولى رئاسة دولة كوردستان مهما طال الزمن به رغم حيل الكائدين . و بنجاحاته المستمرة يستحق المكانة التي فيها، و الشعب هو من يرفعه على اكتافه قريبا جدا .