عماد علي : للكورد الحق ان يرفض الاسلام جملة وتفصيلا .
من يعلم قليلا عن تاريخ المنطقة و الاقوام الاصيلة فيها و كيف برزت الاديان و اختفت منها و وردت اليها اخريات سيعلم كيف سيطرت الاسلام دينا في مناطق خارج الجزيرة العربية و منها كوردستان، انه كان بقوة و حد السيف و ما نتج منه التغيير الجذري بعدما فعلوا ما تمكنوا منه من القتل و سفك الدماء و اخذوا من السبايا و تعدوا على الارض و العرض باسم الدين و شرعوا ما يفعلون و حللوا و ضللوا الناس بكل الوسائل و منها الترهيب و الترغيب كاي فكر و عقيدة دنيوية جديدة رغم ما بقت بعض من المناطق مستعصية عليهم وعلى غزواتهم و شرورهم بقوا على اصالتهم عاداتهم و تقاليدهم و على دينهم و اعتقاداتهم لحد اليوم .
من منطلق نشر الاسلام بالشكل المعلوم في كوردستان و الظلم الذي الحق بها مهما طال الزمن به لابد ان تُعاد الحال الى وضعها الطبيعي الاصيل . ان كان هناك بديل مناسب و افضل و اقتنع به الجميع فيمكنه ان يحل بديلا مهما تشبث المنتفعون و اصحاب المصالح الدنيوية باسم الاخرة به و بالاعتقاد هذا الذي طال بقاءه لحد اليوم و التصق بهذا الشعب كما الاخرين .
وصل قوافل الاحتلال في عهد الخليفة عمر، وبامره ابيحت كل ما وصلوا اليها من المال والحال كغنيمة و سبايا و عبيد، و امتدوا شرقا و شمالا و اخذوا من الغنائم التي كانت الجزيرة العربية القاحلة تعيش عليها دوما نتيجة الغزوات السائدة التي تعودوا عليها و ورثوها من قبل الاسلام نتيجة ظروف الصحراء و انعدام وسائل الحياة و كظروف موضوعية حثتهم على مثل تلك الافعال من اجل البقاء .
هكذا استمر الاحتلال و ازداد القهر و الظلم و تخلله خطوات ما يمكن ان تسمى بالشفقة و الصدقة على شعوب المنطقة التي احتلوها من اجل تضليل الملة بشكل عام، و ازداد الفتك و الهتك و وصل الى قمته ايام الامويين و العباسيين .
عبد الملك بن مروان بن الحكم بن ابي العاص ابن امية القرشي الذي كان من القادة المتعصبين و حاول بكل جهده تغيير المناطق التي كانت تحت سلطته بكل ما يملك، و اول محاولاته هو فرض اللغة العربية وفرضه بقوة و سلطته الدموية،و محاولة منع اللغة الاصيلة لسكان المناطق التي غزوها اثناء حملة الفتوحات و نجحوا في العديد منها . في كوردستان و العراق في عهده، امر بتعريب كافة الكتب و الوثائق الرسمية التي كانت مكتوبة باللغة الكوردية البهلوية و احرقت النسخ الكوردية واحلت اللغة العربية محل اللغة الكوردية البهلوية رسميا .
ان كان هذا اساس ورود الدين الاسلامي الى كوردستان وساروا عليه قرون و يُكتشف ما كنا عليه و ما اصبحنا يوم بعد اخر و نتيقن من ماهية المرحلة و الظروف التي كان فيها الكورد و كيف احيلت اوضاعهم بالقوة كانت ام الحيل و التضليل اللفظي الى ما تغيروا به بشكل مطلق دون مقاومة يُذكر لاسباب كثيرة و هي انعزالهم الجغرافي و عدم انطلاقهم لغزو الاخرين و كانوا بعيدن عن التعدي لاكتفاءهم ذاتيا و دون ان يحتاجوا لما يسدوا به رمقهم و من اجل ادامة حياتهم كما هو اهل الجزيرة، فيجب توضيح المار لمنع الادامة في التضليل اكثر من هذا الوقت .
اليوم و ما نعيش به، تسيطر السياسة على العقيدة و الفكر والفلسفة، لم نر احدا يتكلم في صلب ما نعيش به الا و اتهم بالكفر و الردة و يستوجب العقوبة كما هو فعل الاسلام في كل مرحلة من مراحل انتشاره . لابد ان يتم اعادة الفحص و التمحيص لتاريخنا من اجل تهذيب ما فرض عليه ظلما و بهتانا دون مصلحة او ارادة الكورد انفسهم، و يمكن ان يُتاح للجمع الغفير من مَن توصلوا الى الحقيقة لمنع امتداد الغش و التغفيل للناس باسم التاريخ المضلل و الافكار المصلحية من اجل بقاء قوم و ملة غريبة اتية من الجزيرة القاحلة ما على حساب الجميع .
من يتعمق كليا في فلسفة الحياة و يقيم التاريخ و الواقع علميا دون اي ضغوطات نفسية او عقيدية يتاكد كليا ان الاديان كافة جاءت بعد ان كانت الاساطير هي المسيطرة دون ان يعلم احد انها اسطورة بل اصروا و تاكدوا في وقته منها و كانها حقيقة، و من ثم تعاملت الناس مع الدين على انه الحقيقة و بديل للاسطورة كمرحلة ما بعد الاساطير و هذه حقيقة . اليوم بعدما تغير كل شيء و توضحت الامور بعد التطور الجزئي للعالم علميا، و رغم ان القوى المسيطرة تلعب بالدين كوسيلة لسياساتها و خاصة القطب الراسمالي الاوحد المسيطر على العالم، فلابد ان نتجه نحو مسح كل ما يقف امام التطور العقلاني من ما موجود من المعرقلات في منطقتنا نتيجة الجهل او عدم معرفة الحقيقة . فكردستان ليست بحاجة الى دين ضللها طوال هذا التاريخ الطويل و لابد ان تعيد نصابها الى حقيقتها و تبدا خطواتها من العمل على منع فرض الدين الاسلامي عنوة او اي دين اخر على الناس قسرا و ان يكونوا احرارا في اختيار معتقداتهم بعد النضج و البلوغ . فاول القوميات التي تضررت من الاسلام هو الكورد ، فلهم ان يعيدوا حقهم و لهم الحق في رفض ما فرض عليهم عنوة و قسرا جملة و تفصيلا، و هذا يحتاج لجراة و عملية متعددة الجوانب و من كافة الجهات، و يحتاج بداية الى حملة توعية ذاتية لبناء جيل اصيل حقيقي خالي من الافرازات التي ورثتها الاجيال خطئا من الاحتلال الاسلامي باسم الدين و العقيدة التي تبنتها الجزيرة العربية لمصلحتها و توسعت غزوا من اجل امراءها وشيوخها و اسيادها على حساب سكان المنطقة الاصليين .