ئامانج نەقشبەندیی : هل نحن کما وصفنا فؤاد مطر فی مجلة التضامن ؟
عرف نظام البعث السابق بقيادة صدام حسين بإهتمامه الكبير بالإعلام وبالأخص أثناء الحرب العراقية الإيرانية التي إستمرت لثماني سنوات وإنفاقه ملايين الدولارات سنويا على صحف و مجلات كانت تصدر خارج العراق آنذاك لتطبل و تزمر للقائد و نظامه و حربه المقدسة؟! ضد إيران وكانت هذه الماكنة الإعلامية الضخمة وعلى مدى سنوات الحرب تفعل المستحیل لتجمیل الوجه القبیح للنظام وتحارب بالنیابة عن صدام و أزلامه أعداء (عراق صدام حسين) داخلیا و إقلیمیا و دولیا وکانت محاربة وتشویه صورة الأحزاب الکوردیة و قادتها من أولى أولویات الكثير من هذه المؤسسات الإعلامیة، ومن أشهر هذه المجلات (مجلة التضامن) التی کانت تصدر من لندن بتمويل من الحكومة العراقية آنذاك و یرأس تحریرها الصحفي اللبناني فؤاد مطر الذي کان من أقرب المقربین من صدام حسین وهو من کتب سیرته الذاتیة والحزبیة في کتاب بعنوان (صدام حسین الرجل والقضیة والمستقبل) باللغتین الفرنسیة والعربیة وکان معروفا بعلاقته الوطیدة بالمخابرات العراقیة . فقبل 26 عاما وفي أواخر عام 1989 وبعد إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية و عقب إغتيال الزعيم الكوردي (عبدالرحمن قاسملو) على أيدي المخابرات الإيرانية في فيينا عاصمة النمسا، وجد فؤاد مطر ما كان يبحث عنه .. أتته الفرصة على طبق من ذهب لتحريف الحقائق و تلفيق الإتهامات الباطلة و تشويه سمعة القيادة الكوردية إرضاء لسيده في بغداد والهدف تدفق المزيد من الدولارات لحسابه في لندن ، ففي أواخر نفس العام أي 1989 نشرت التضامن مجموعة من المقالات والتقارير حول الكورد و حادثة إغتيال الزعيم (قاسملو) .. ومن أبرز العناوين التي نشرتها الصحيفة تقرير بعنوان ( الأكراد يقتلون بعضهم بعضا) حاولت فيها بشتى الوسائل تشويه الحقيقة المرة و جعلها لتبدو إتفاقا أو مؤامرة بين المخابرات الإيرانية و شخصية قيادية من كورد العراق تمكنت دولة إيران من إستدراج الشهيد (قاسملو) الى موقع الجريمة ومن ثم قامت بإغتياله ، وفي نفس العدد وعلى نفس النهج والسياق كتب أحد أزلام فؤاد مطر تقريرا مصورا زاخرا بالأكاذيب عن عادات الكورد وتقاليدهم فلم تسلم حتى الأمثال الشعبية الكوردية من التحريف المقصود و المخطط له مسبقا والعنوان بالخط العريض( قصة شعب أوهموه بأن الحرب أحسن من البطالة) محرفين حكمة أو قول مأثور كوردي وترجمته الحقيقية (أن يتعارك شخصان فيما بينهما خير لهما أن يجلسا عاطلين عن العمل) ومن سخرية القدر ولعل الكثيرين لا يعلمون مصير مجلة التضامن ، فبمجرد إحتلال دولة الكويت من قبل صدام حسين في سنة 1990والذي دام سبعة أشهر و عدم تمكن الحكومة العراقية آنذاك إرسال الأموال لفؤاد مطر و مجلة التضامن توقفت المجلة عن الصدور كغيرها من الصحف والمجلات التي كانت تمول من قبل صدام حسين ونظامه .
واليوم بعد مرور أكثر من ربع قرن على أكاذيب التضامن و فؤاد مطر، ألم يحول بعض الكورد أكاذيب المجلة المذكورة الى حقائق ؟ ففي خضم كم هائل من المشاكل و المؤامرات ، بداء من صراع حكومة الإقليم مع المركز في مسألة الميزانية والرواتب وحديث الإعلام عن دور مسؤول حزبي رفيع المستوى داخل الإقليم وعلاقته بعدم إرسال المستحقات المالية من قبل نوري المالكي رئيس الوزراء في ذلك الحين ، ألا يثبت هذا بأننا نحن الكورد أعداء أنفسنا… أولم نكتشف أثناء حربنا المقدسة ضد إرهابيي داعش بأن هنالك كوردا يعقدون صفقات بالملايين معهم في بيع وشراء النفط ومشتقاته ، ألم نرى كوردا يحاولون عقد إتفاقات سرية مع أطراف أخرى دون الرجوع الى حكومة الإقليم و وزارة البيشمركة لتشكيل حشد شعبي كوردي ؟! لاندري أيوجد للعمالة معان و أوصاف أخرى … أولم نسمع بمحاولة كنتنة (شنكال) ، أولم يستهزئ الكثيرين بحلم الإستقلال الذي يكاد أن يصبح واقعا . الأحداث المؤسفة الأخيرة بين حزب العمال و الديمقراطي الكوردستاني_ الأيراني والتي أودت بحياة أثنين من مقاتلي الحزب الديمقراطي ، لا يحقق ما قالته مجلة التضامن قبل ما يزيد عن ربع قرن حول إننا خدعنا لعقود من الزمن بأن الحرب أحسن من البطالة .. الا يعني مهاجمة حزب كوردي معارض من تركيا مهاجمة حزب كوردي آخر معارض من إيران وعلى الحدود الكوردية الإيرانية بأننا حقا شعب يقاتل بعضه بعضا.