عماد علي : قلنا مرارا لا تثقوا بهذا الشيطان .
لقد قلناه من قبل و كررناه في عز الاحتدامات التي حصلت بين الكورد و داعش و كانت امريكا طرفا لمساعدة الكورد هنا و هناك من اجل اهداف تكتيكية تهما فقط، و في مقالات عديدة من قبل طلبنا عدم الثقة بمن خان الثقة من قبل و يعيدها مرارا لمصلحته مرات اخرى مستقبلا .
من الطبيعي ان من يبني سياسته على مصالح مجردة من الاخلاق و الانسانية يعيد الغدر و الغبن حتى بمن والاه و احسن اليه، انه صلب الفكر وا لفسلفة الراسمالية و نظرتها الى الحياة و الانسان .
هذه هي الولايات المتحدة الامريكية راس الراسمالية و كيان مبني على جمع التشتت و الاعراق مستند على المصالح و الاطماع الشخصية الفردية بعيدا عن اي سمة اخلاقية جمعية و الروح الانسانية، انها ادارت وجهها عن ثورة الكورد عام 1975 و معها خادمها الكبير شاهنشاه ايران في حينه الذي كان تلميذا صغيرا طائعا لها في المنطقة. و منذ انتفاضة اذار و تتصرف امريكا مخادعة بما يمكن ان تعيد الثقة بينها و شعوب المنطقة و كانها تعتبر للصداقة و الولاء لها و تحتسب لها في المحن التي تقع فيها هذه الشعوب و الحكومات الموالية .
لو القينا النظرة على تعامل تركيا مع امريكا منذ دخولها العراق و كيف تفرض عليها ما تريد ، فاننا نتاكد من كيفية خضوع امريكا لمصالحها بعيدا عن اي سمة شرقية من الشهامة و الهيبة و الكرامة و النخوة التي يعتبر لها الشرق في سياساته . و لما تعتمد امريكا من ثوابت مصالحها مع تركيا فانها لايمكن ان تخذلها في ممارساتها مهما تجحدت و تبجحت في سلوكها و سياساتها في المنطقة، لانها نقطة استراتيجية في تعامل امريكا من المنطقة و في حساباتها لصراعاتها الاكبر عالميا .
و بعد ان فرح الشعب الكوردي بتعاون امريكا مع القوات الكوردية في سوريا ضد داعش و نظرا للعاطفة المسيطرة على العقلانية في سياسات الكورد، فانهم اعتقدوا بان امريكا اصبحت معهم في السراء و الضراء و انها تعتبر نفسها الاخ الاكبر لحل قضاياهم المصيرية، دون اي توقف لما تفعله امريكا و كيف تتعامل مع القضايا العالمية انطلاقا من المصالح المجردة لها .
اليوم استوضحت بعض الامور شيئاما وتعتبر بداية لمعرفة لب السياسة الامريكة و ما تعتمدها في المنطقة من قبل السذجاء على الاقل . انها امريكا التي لا تعير اي اهتمام بالاخلاق و الادب السياسي و انها تتعامل بتجرد مع اية قضية و كما هي في فلسفتها السياسية الفلسفية للراسمالية بشكل عام . انها تتفق مع اعتى عدو الكورد و على حساب مصالح الكورد مهما ادعت و تفاعلوا و تحالفوا معها ، ان تطلبت المصالح الخاصة بها في سياساتها تجاه المنطقة و صراعها الكبير و المعادلات التي تتطلب الخنوع و التراجع عن ما اقدمت عليه من قبل و دون اي تلكوء او تردد في لحظته .
لم ينقلب تنظيم داعش على تركيا كما يدعي البعض بقدر معرفة داعش باتفاق امريكي تركي حول المنطقة و المواضيع المصيرية، فان كانت هناك بعض التكتيكات التي تبرر الاقدام على حركات تركيا التي خططت لها بكل قوة من قبل هذا لا يعني ان داعش ليس بالطفل المدلل لتركيا حتى الامس القريب، فان داعش بهذه الحركات يساعد تركيا في تحقيق مرامها بشكل لا يحدث ضجة في المنطقة، فان التنسيق المباشر بينهما فرض احداث حركات سهلت دخول تركيا عمق خمس كيلومترات في الاراضي التركية لحد الان دون ان يعترض احد من جهة، و تعلن انها تهدف لعدوين و تقصد بها القوات الكوردية الى جانب داعش دون ان ينبس احد ببنت شفة . انها مخططات و توافقات و اتفاقات كبرى لا ينظر من خلالها الى الكورد الا كلاعب صغير يمكن الاستعانة بهم في خطوات ضرورية بديلة و لمصلحة معينة تهمهم دخوله ليضحوا به دون ابناءهم، و هذا قمة الغدر و الوحشية في السياسة و كما نعلمها من امريكا و تاريخها .
لقد وصلت الحال الى اتفاق تركي امريكي بعد اتفاقية ايران مع الدول 5+1، تفاهمواحول الوضع السوري و كيفية تدخل تركيا في الشان السوري مقابل سماحها لاستعمال قاعدة انجرليك في تركيا من قبل امريكا في تحركاتها التي تحتاج اليها لتبقي على توازن في القوى بين داعش و المنطقة لحين تحقيق اهدافها و انهائها في الوقت المناسب و ليس لافناء داعش اليوم . ان خريطة الطريق المعتمدة بين تركيا و امريكا والتي تتكلم عنها مراكز البحوث ليست الا على حساب الكورد قبل داعش، و لا يمكن ان تضحي تركيا بداعش الا بنيلها من الكورد التي تعتبره خطا احمر في سياساتها الاستراتيجية في المنطقة، و ليس امام امريكا المصلحية المعلومة عن سياساتها الاالخنوع لكل المطالب التركية امام تحقيق اهداف خاصة بها في المنطقة . و لا يبتعد احد مدى الاضرار التي تلحق بالكورد و قضيتهم على ايدي امريكا و هي تكرر ما فعلته من قبل .
ان كل الاحتمالات تؤكد لنا ان امريكا ليست محل ثقة في سياساتها في المنطقة و عليه يجب الاخذ بنظر الاعتبار ما تقدم عليه على العكس مما تدعيه وتكون خطواتها على حساب اهداف و امنيات الشعب الكوردي . لذا يجب علينا ان نقول؛ احذروا من امريكا و سياساتها المبنية على فلسفتها اللاانسانية النابعة من المصالح المجردة من اية سمة انسانية في فلسفتها و نظرتها الى الحياة على الرغم من انها تدعي العكس دوما .