عماد علي : معصوم يرد على البنتاغون .
من سمع تصريحات اوديرنو المسؤل العسكري الامريكي حول العراق و توقعاته و تقييمه لما هو عليه العراق من ظروف عسكرية و سياسية عامة ، و نتيجة ممارسته العمل العسكري بمهنية على الرغم من الاهداف التي تحملها بلده في العراق و اسقاطها للدكتاتور العراقي لمصالح لا تمت بمصلحة الشعب العراقي بشيء و انما جاء نتيجة معادلات و توجهات امريكية الى المنطقة كما نعلم، لذلك من هذا المنظور ان نقرا كل ما يخرج من بلده .
جميعنا نعلم بان اهداف امريكا العلنية غير ماهي السرية في اية تحركات عالمية و ما تخص منطقة الشرق الاوسط بالذات ، لكونها منطقة معقدة و في جزء منها فوضى عارمة، لا يمكن ان تلعب هذه الدول اصحاب الاستراتيجيات البعيدة المدى بشكل دقيق في ظل هذه الظروف المتخبطة التي تعيشها المنطقة ، لذلك نجد خطط متتالية و تخرج احداها كبديل و لترفض الاخرى ، و تريد هذه الدول تلائم ما تريده مع ظروف المنطقة و لم تقدر عليه طوال هذه المدة التي تسيطر عليها بقوة السلاح .
ان موقف اوديرنو قائد اركان الجيش المنتهية ولايته جاء نتيجة ممارسته للعمل في العراق و خوضه الصراع العسكري مع ما تفرضه السياسة ذاتها عليه ، جاء كلامه في نهاية ولايته و ليس بدايتها التي كانت لها وقع اكبر، و يعتقد بان الحل المناسب لما فيه العراق هو التقسيم وفق ما لاحظه من الاختلاف في الظروف و السمات الموجودة للمناطق الثلاث التي تواجدت فيها قواته العسكرية و منذ اكثر من عقد و نيف . و ان كانت تصريحاته مشوبة بمواقف و اهداف سياسية الا انها جاءت من دوافع عسكرية خاصة بمهنته و بعد تحليل و دراسة، وجد اسهل وسيلة لما يمكن من تهدئة الحال بها في العراق وفق ماموجود على الارض . و تكررت هذه التصريحات كثيرا منذ سنوات من قبل العديد من الساسة و العسكريين الامريكين و قبل الجميع شيخهم بايدن ، و السياسة الامريكية ثابتة على موقفها من وحدة الارض العراقي و ان كانت هذه التصريحات لاهداف غير ما تنص عليه بشكل صريح .
من جانبه لم نجد فؤاد معصوم طوال هذه المدة في اية زاوية مما يجري في العراق من الحوادث و التغييرات الكبيرة ، و اخيرا رفع صوته بتصريح لم يخص البلد من ما يجري و العالم يراقبه و انما ينتقد فيه تصريحات اوديرنو و لا يقبل بتقسيم العراق ! يا له من امر مضحك ، فانه تسنم المنصب و هو من مرشحي الحزب الذي دافع سكرتيره عن حق تقرير المصير للشعب الكوردي، و لكن ربما موقعه دفعه الى التفوه بكلمات غي رمقتنع به بذاته، و كانه يهمه العراق قبل اي جزء منه و هذا على الورق فقط دون ان يشعر به اي كوردي على الارض و معصوم اولهم . ان موقفه جاء نتيجة امور يخص شخصه و موقعه فقط دون ان ينبع من توجهات و مواقف طائفته و الفئة التي رفعه الى هذا الموقع، و نعتقد انه رفع صوته لاسباب لا تمت بصلة برفض موقف اوديرنو حول العراق في صلب موقفه ابدا و انما لابعاد الانتقادات عنه لانه حسب الدستور هو حامي حمى العراق و ووحدته و هيبته و سيادته و ووو الخ، و كلها على ورق الدستور.
انه كوردي و نتيجة لاحساسه بانه متهم دوما من قبل الاخرين من نياته الانفصالية فقط لكونه من العرق الكوردي من جهة ، و لرفع هذه التهمة الحاضرة دوما على لسان العرق الاخر عنه فقط من جهة اخرى تفوه بما لم يقتنع به . اضافة الى بيان موقف لا يختلف عما صدر من رئاسة الوزراء و حذره الشخصي من ان يُعاب عليه ان لم يقل شيئا . و الا ان كنا صريحين، اقولها جمعا و دون اي استثناء ان جميع الموجودين في بغداد من البرلمانيين و الوزراء و المناصب الاخرى يؤمنون ايمانا تاما باستقلال كوردستان، و كما حصل من قبل و اشترك البرزاني و الطالباني في تاسيس و بناء العراق دون رغبة و ارادة الكورد ، و اعتبر خطئا وانه لمصالح كثيرة حزبية و شخصية ، فان اليوم هؤلاء ايضا، و لمصالحهم و خاصة الحزبية و الشخصية التي لا علاقة لها بمستقبل العراق و مصلحته ابدا يتواجدون في بغداد بجميع احزابهم و مشاربهم . و ان يرد معصوم على اوديرنو هو قول شكلي مظهري و لم ينبع من مبادئه حتى الشخصية و انما من مصالحه الجيبية ، و هو ينتمي الى حزب و ايديولوجيته و فلسفته و منهجه واضح للجميع . يقول معصوم تقسيم العراق غير ممكن ، و من اية ناحية و ما الاسباب لم يعلمنا بها . و يدعي انه التقسيم من الناحية العملية غير وارد و هذا دليل على ما يؤمن به و لكنه يتردد لانه لا يمكن تطبيقه على الارض ، و لكنه لا يعلم مدى تاثير هذه التصريحات السلبية على الوضع العام و مستقبل الشعب العراقي ، طالما لم تُحل القضايال المصيرية بشكل جذري لاسباب و مصالح ضيقة و ادعائات فكرية و ايديولوجية خيالية غير قابلة للتطبيق مهما طال الزمن بها .
فاذا كان الحل المؤمل في التسوية و الصلح بين الطائفتين السنة و الشيعة باتت مستحيلة حسب راي اوديرنو و الاخرن معه ايضا ، فكيف بالكورد الاكثر اختلافا و صراعا ان يؤمنوا بلا يؤمنون به اصلا . هكذا هي الحال فان رئيس الجمهورية الذي هو هيبة العراق وفق الدستور فقط و لم يعلم بالتغييرات التي اقرها العبادي الا من وسائل الاعلام فكيف ببناء الثقة بين الفئات و الاعراق، فان لم يثق به العبادي في امر خطير يهم الجميع فكيف يثق هو بهم، و ليس لمعصوم الا كرسيه الشكلي بامر الواقع و ما هو عليه العراق ، و لا يملك الا ان يعين اكثر من خمس و ثمانين مستشارا ليرضي الاهل و الاقرباء و الاصدقاء و الذي يمنون عليه بموقف مسبق في حياته، فدعوا الرجل و كلمته لا يقدم و لا يؤخر و لا يؤثر على اي فرد كوردي قبل العربي و العكس صحيح ايضا .