عماد علي : فوضى التصريحات في اقليم كوردستان .
الموضوع الهام و الحساس الذي يشغل المواطن البسيط قبل الساسة ، و يبدي كل منهم رايه بصريح العبارة و بخلفيته الفكرية معبرا عن رايه المشوب باعتقاداته و انتمائاته الحزبية الايديولوجية العقيدية ، اضافة الى مستوى ثقافته التي يعبر بها عن موقفه من مطالبته بتمديد فترة حكم البرزاني لمدة سنتين اخريتين بصلاحياته ، او التوافق عليها و المساومات المطلوبة حول قانون رئاسة الاقليم و النظام السياسي في الاقليم الذي له صلة بكل ما يمت بحياة الناس ، نتيجة سيطرة فئة معينة على زمام الامور والسلطة طول هذه المدة بعنوة و قوة التزوير و التضليل و اوصلوا الواقع الكوردستاني الى هذه الحال من الفساد و التخلف ، نتيجة فشلهم و عدم درايتهم بشؤون السلطة و هم يحكمون و كانه البلد عشيرة او حلقة يمكن ان يستاثروا بها دون ان يعارض احد او يفرضون ما يهمهم بعيدا عن المصلحة العامة ، و في المقابل هناك من يرفض قانونيا هؤلاء مما يبدون من كل تلك المواقف و الاراء جملة و تفصيلا .
ان ما يشغل الناس في اقليم كوردستان يعبر عنها الجميع و كل من مكانه بشكل و اخر وخاصة التصريحات الخطيرة التي يدلي بها هؤلاء معتمدا على خلفيتهم الفكرية و الايديولوجية و انتمائهم الحزبي ، و كل منهم يعبر معتمدا عن الراي الصريح له باسم القانون و يمكن ان لا يعلم عنه شيئا ، و هذا ما يمكن ان نعتبره فوضى افرزه الراي الجامد و الالحاح لدى رئيس الاقليم في بقائه في موقعه بعيدا عن اي وجه قانوني كما هو المعلوم لحد الان ، اننا سواء استندنا على قانون الانتخابات لعام 2005 او قانون رئاسة الاقليم او التمديد لعام 2013 الذي يعبر بصريح العبارة عن عدم امكان ترشيح السيد مسعود البرزاني مرة اخرى لموقع رئيس الاقليم ، فهذا يدلنا على مدى تضليل هؤلاء في تصريحاتهم . فحزب الرئيس و قيادته و الكوادر التابعة له يصرون و بامر مركزي على فرض تمديد فترة السيد البرزاني في موقعه ، مهما كان مضمون القوانين التي ترفض ذلك . و على التضاد من ذلك فان المتمسكين بالقانون و ما يحويه يرفضون كل تلك المواقف و الاصرار على بقاء رئيس الاقليم عنوة، و هم يستندون علىى قوة القانون الذي يرفض خلاف ما يامر به السيد البرزاني . و من خلال المقارنة بين كل تلك التصريحات نجد ان الفوضى سارية و مؤثرة على نظرة الناس لما موجود و ما يحكمهم من هذه العقليات غير المناسبة لادارة السلطة .
و عليه ، ليست التهديدات و التوجهات المتشددة الا هي عامل سلبي في توجيه السلطة نحو الفراغ و الفوضى بعيدا عن العقل و الهدوء و هيمنة القوة المفرطة على الامور . انه الشعب هو المتضرر اولا و اخيرا و الساسة يسيَرون السلطة بناءا على مصالحهم الشخصية و الحزبية و منها معتمدا على استرضاء الشخص ، و في المقابل هناك من يرفض فرض القوة باسم التضليل و الاعتماد على المصالح الشخصية التي تضرب القانون و الحق عرض الحائط .
لذا، في هذه الظروف المتخبطة و الفوضى المسيطرة على كل شيء نحتاج الى التعقل والهدوء و التعمق فيما يتطلبه مستقبل الاجيال و ما يهم اقليم كوردستان فقط، و الابتعاد عن التصريحات النارية و المثيرة للجدل و المنافية للحقيقة من جانب و عدم اللجوء الى التعنت و رفض الحقائق من جانب اخر . نحتاج الى العقول النيرة و البعيدة عن اي مصلحة ضيقة ان تفرض نفسها ما يجري في اقليم كوردستان لمنع الانزلاق نحو الضفة الخطرة التي لا تستفاد منها غير الاعداء . و المهمة الصعبة تقع اولا على القادة المتنفذين من الجانبين ليحلوا العقدة بسلاسة و هم على القدرة و الامكانية للنجاح في ذلك .