عماد علي : لماذا فتحت تركيا ابوابها امام نزوح النازحين مرة اخرى ؟
هذه المرة نرى ان النازحين ينزحون ، و هم لازالوا في بلد المضيف لنزوحهم ، و الكل يتسائل كيف يتمكن النازح الذي يعيش في المخيمات ان يخرج بكل سهولة و ينزح مرة اخرى و هو يبتعد عن بلد الولادة و الجار ايضا و يتمكن من الخروج من بلد المضيف الذي اوته و لها قوانين و ضوابط حول النازحين . كنا نعلم ان تركيا لم تكن هكذا سخية في فسح المجال امام النازحين ان يتحركوا بحرية منذ نزوحهم ، و كما عانى المشردون والنزاحون الكورد الذين دخلوا الاراضي التركية مرغمين في عام 1991 بعد الانتفاضة و في الهجرة المليونية من الدكتاتورية . لم نسمع ان تركيا قد سمحت لهم بالتحرك و الا لكانت اكثريتهم الان في اوربا كما يحدث الان . و السؤال المحير، لماذا فتحت تركيا ابوبها في هذا الوقت بالذات دون ان تتحرك لتشدد عليهم تحركهم كما تفعل نسبيا اليوم و هي ما تريد منعهم بشكل مخجل و لم تقدم على هذا الا بعد ان انذرها الاتحاد الاوربي مما صعب من امر النزوح الثاني للنازحين فيها، اضافة الى النازحين المغادرين من بلد الام لهم .
منذ مدة و تركيا تصرخ و تعاني من وجود النازحين على الرغم من استفادتها منهم من الكثير من النواحي و خاصة لما تتشدق به من الناحية الانسانية الاسلامية و ما تحصله من المساعدات من الدول المانحة لاسكانهم و لمساعدتهم و و اطعامهم، الا انها لم تفعل بشكل كامل ما يجب ان تفعله .
اليوم تعاني تركيا من الغضب الكوردي و الثورة و الانتفاضة التي اشعلتها بيدها دون ان تقدٌر الوضع ، و هي لم تقرا ماياتي بعد الخطوات التي اتخذتها من اجل الحصول على الاصوات التي فقدها حزب اردوغان في الانتخابات الاخيرة وهو يريد تعويضه من جهة ، و هو يريد ان يوجه انظار العالم الى الهجرة و النزوح في هذا الوقت الذي يستغله من اجل توجيه ضربة الى الكورد و احداث الفوضى التي يعتقد بانه يفيده في كسبه لاصوات الموالين من كورسدتان الشمالية و ما فقدتها لاسباب معروفة وحتى من المرتزقة التي يعتمد عليهم من جهة اخرى .
النزوح افاد تركيا سياسيا و اقتصاديا ، و تمكنت تركيا من دق جرس الانذار عن طريق السماح لنزوح الكثيرين للاتحاد الاوربي و هي تعتقد بانها تضغط بها على الدول المانعة لدخولها في الاتحاد الاوربي ، هذا ان لم يكن في الامر من الاتفاقات السرية المتعددة الجوانب و ربما لاسباب كثيرة ايضا .
ان من يتابط احزمته من الدول الاخرى غير تركيا و يخرج من البيت صباحا و لا يعود الا و هو يهاتف اهله بانه في اوربا او على الشواطيء بحر ايجة او في بودروم لا يمكن ان نتصور بانه فعل مفاجيء ليس وراءه شيء، و بالاخص يحدث هذا خلال فترة قصيرة و يمكن ان نقول بانه له دلالات كثيرة، يمكن حصرها بالقول بان العملية غير عفوية و مخططة، و هناك من حرض المهربين في هذا الوقت بالذات على شنهم لهذه الهجمات على اوربا و بدء المهمة و سمح لهم بل و ساعدهم خلال فترة قصيرة جدا على تحركهم، مما يفرض علينا الشك من ما وراء العملية ؟
هل للعملية علاقة مباشرة مع ما يجري و ما يحضر له في سوريا ام للداخل التركي و الدول المجاورة بشكل عام و ما يمكن ان تتغير من خارطة و المنطقة و التدخل الروسي المباشر متزامنا مع ما يحدث، اضافة الى ما يجري في اوربا و الاوضاع الداخلية لكل بلد و موقفه من النزوح و استقباله لهم .
اذا، تركيا تخفف من العبا الثقيل التي احست انها على عاتقها سياسيا و اقتصاديا بحيث انها كانت تخشى من تحركاتهم التي تشك في ولائاتهم الى احزاب كوردية تركية، و تريد ان تقطع همزة الوصل بين الكورد في سوريا و تركيا بعد ان تتمكن من ان تشدد على الحدود بعد افراغ البلد تقريبا من النازحين . و تستفيد اقتصاديا من دفعهم الى بلدان اوربا و يمكن ان تتحرك بسهولة و يمكنها ان تحافظ على السرية التي تريدها في ادارة علاقاتها مع داعش و ما تتخذه من القرارات و كيف تتعامل مع المعادلات في المنطقة بسهولة، و ربما تتوقع انها ان تحركت نحو المنطقة السورية المحاذية لحدودها من اجل فرض منطقة امنة ربما تكون مرتاحة من تامين ظهرها و عدم خوفها من اي حركة اثناء تحركها . اضافة الى انها تريد ان تقلل من نسبة الكورد في سوريا مع دفع العرب ايضا ليتمكن من تكثيف نسبة التركمان في سوريا بشكل مباشر .