عماد علي : تاديب اردوغان يقع لصالح الكثيرين وفي مقدتهم الكورد .
من تابع الانقلاب الذي حدث في تركيا ، لاحظ السيناريو و كيف جرى و كم استغرق و من حدد الوقت و من اوصله الى النتيجة التي نراها . يبدوا انه درس قاسي لاردوغان قبل غيره و يعتقد الكثيرون انه سيتعلم منه و يعيد النظر في كثير من خطواته و سياساته و توجهاته . و من ثم بين و اوضح الانقلاب الكثير، و منه ان الوضع الداخلي هش و يتمكن من يقف معه ايضا في اي وقت يختار ان يفعل ما يريده و يغير المعادلة او يسحب البساط من تحت ارجله و يزيحه من الكرسي الذي يتمسك به حالما بالسلطنة .
كل المؤشرات تدلنا على ان قوى داخلية و من المتوقع ان تكون معها قوى خارجية كبيرة وهي من دعمت او دفعت او نفذت بشكل غير مباشر ما حد ث، الا ان لهذه العملية تاثير طويل الامد على السياسة التركية و حتى ان لم يتعض اردوغان بنفسه ، و سيكون لما حدث تاثير ايجابي على الوضع الداخلي التركي لما يفيد الكورد في كوردستان الشمالية ايضا في النتيجة ، و هم من اتخذوا موقفا صحيحا من العملية و استندوا على الاستراتيجية و وضعوا الديموقراطية وسيلة صحيحة للتيغير وبينوا للجيمع انهم لا يستغلون ضعف المغلوب على امره و لا يعتمدون على السلاح الذي استخدمه هو و وقف في العقود الماضية به في وجه الكورد و ضد اهداف الشعب الكوردستاني .
من تابع الموقف و ان دقق في من تمكن من اعادة الوضع الى نصابه بنقطة بداية اعلامية و من تلفزيون امريكي و ان اظهره بشكل قزم و هو يتكلم من على شاشة الهاتف النقال ، و من ثم هو لاجانب نفسه الذي لم يدع الوضع يتازم اكثر و يخرج من زمام الامور و يطول و يصعب السيطرة عليه ، او تؤدي العملية الى سفك دماء اكثر . و الجميع يعلم كيف تغير الواقع بمجرد صدور موقف امريكا الرسمي و الدور الذي لعبته قناتها التلفزيوني سي ئين ئين تورك في ذلك قبل ان يسيطر الانقلابيون بشكل نهائي على الوضع و وفرت له المنبر الاعلامي ليطلب بخروج الناس الى الشارع لتاييده، و ان لم تقم بذلك لبقى اردوغان بعيدا عن الاعلام محصورا و ربما لم يعد نهائيا الى اسطنبول و بالتالي لم يتمكن من ايصال صوته و به لم يخرج الموالين له و المنتخبين لحزبه الى الشارع لتاييده في الوقت الحساس بهذه الاعداد الهائلة .
اما ما يخص الديموقراطية و ما يهم الكورد ، فاننا نعتقد بان فشل الانقلاب يقع لصالح الديموقراطية في تركيا و ما لها اتصال مباشر بالقضية الكوردية داخليا و ما يجري في المنطقة من كافة الجوانب . و الاهم ان اردوغان بشخصه و بعد ان كُسرت شوكته و هيبته خرج من هذه العملية بخسارة اكثر من لو نجح الانقلاب ، و كان يمكن ان يتضرر الكثيرون من نجاح عملية الانقلاب مع اردوغان ايضا ، الا ان اردوغان بين على حقيقته بانه سهل لو ارادت القوى الداخلية اوالخارجية ازاحته من جهة ، و من جهة اخرحدد الانقلاب امامه المسافة التي عليه ان يصلها او يسلك الطريق المحدد دون الابتعاد كثيرا و ان يلعب ضمن العملية الديمقوراطية و يبتعد عن نرجسيته التي تقع على حسابها .
المرحلة المقبلة ستكشف لنا ما يدخل فيه اردوغان من اتباعه لما يمكن ان يستمر فيما كان سائرا عليه او يغير في توجهاته ، و اثبت حزب الاتحاد الديموقراطي صحة تفكيره و توجاته و مسلكه و عدم تسرعه و هو يستند على استراتيجية واضحة ، ان كان اردوغان قد تعلم الدرس بشكل جيد لتعامل مع جميع الاحزاب و القضية الكوردية وفق ما تمليه الديموقراطية و ليس استندا على طموحه الشخصي و نرجسيته الطاغية ، فهل بقت ما تدفعه لاتباع نرجسيته من العوامل، هذا الكلام كله ياتي بعد ان نبعد راي الكثيرين ما يرون من سيناريو مخابراتي من تخطيط و تنفيذه ، و هذا ما استبعده انا بشكل مطلق بعد ان شاهدنا الخسائر المادية و المعنوية خلال الساعات القليلة لاستمرار العملية الانقلابية فقط .