عماد علي : القيادة الكوردية و عدم الالتفات الى متطلبات المرحلة .
يبدو ان الزمن و ما تتطلبه المرحلة لا يهم القادة الكورد في تعاملهم مع ما يجري ولا يحسبون له في سياساتهم و خطواتهم و منها المصيرية . على الرغم من التغييرات السياسية الكبيرة المتشعبة في المنطقة التي لها العلاقة المباشرة بالكورد و قضيتهم و ما يجري في كوردستان الجنوبية بشكل مباشر ، الا ان القادة لازالوا نائمين على ظهورهم مفترشين بساط الريح غير ملمين بما تقتضيه المرحلة من التعامل مع ما يجري وفق مصلحة الكورد . و الا ؛ هل من المعقول ان تتراوح مكانك و لم تبالي بما يجري و تدور و تتحرك في دائرة مفرغة وفق ما تحمل من الخفية الكلاسيكية من الخزين السياسي دون ان تلتفت اصلا الى ما ينتظر الكورد فيما اذا وصلت المرحلة لنهايتها و انت على حالك و هم على حالهم هذه . و هل من المعقول ان تقضي كل هذا الوقت على مجرد حركة او كلمة ما او اتكيت سياسي دبلوماسي و كانك تتعامل مع الاخر الخارجي و انما هو تعامل بين الاحزاب ، و لا تحسب للمرحلة و الوقت الذي يمر وهو يقع علىى حساب الجميع . فهل من المعقول ان تجتمع مئة مرة على موضوع يمكن بحثه و حله و تحقيق اكثر منه بمجرد اجتماع القادة العليا ، و لم يفعلوا .
انهم على علم ام يتقصدون في عدم الالتفات الى الاهم و المصيري و هم متعلقون بمصالحهم الشخصية و ما يمكنهم بعد الخطا الذي ارتكبوه محاولين الحفاظ على ماء الوجه في تراجعهم ، و لا يعلمون انه يقضي على الفرص بالتاخير هذا .
منذ اكثر من سنة والخلافات محتدمة و وصلت الحال الى تعطيل البرلمان الكوردستاني و طرد وزراء حركة التغييير بقرار شخصي حزبي ارتجالي غير عالم بما وراء القرار من فضيحة داخليا وخارجيا . هل من المعقول ان لا تستدل ما يحصل في المنطقة استنادا على ما يجري على ارض الواقع في المنطقة وا لعالم ، وانت تخطوا بما لا يلائم مع العصر و متكطلباته و بغشامة كاملة بعيدة عن ادنى مستوى من السلوك السياس و علومها .
اليوم بعد ان اصطدموا عمليا بما لقوا من الخطوات التي لم يعتقدوا بانها تحصل ، عرفوا بانهم سائرين على الطريق الخطا و يعتمدون على الخلفية و النظرة و الاعتقاد الخاطيء ، الا ان خلفيتهم الاخلاقية و ما يحملون من العقيدة و السمات العشائرية تمنعهم من الاعتراف او تعويض الخطا او الخطو بالسرعة الممكنة لتجنب الفوضى و الوصول الى الهاوية ، او تعويض ما فاتهم . انهم يتراوحون في مكانهم حقا، و هل يعلمون ان ما ينتظرنا اما النكسة و الفشل الذريع او العودة الى كنف المركز المتشدد و الخضوع الى السلطة المركزية المستندة على الخلفية الدينية المذهبية بعدما كانت معتمدة على الخلفية الشوفينية و التعصبية ، ام انهم غارقون في بحر صراعاتهم على مساحة ضيقة و دائرة صغيرة .
نحن بانتظار ما يحل بنا اما الهاوية و تعرض التجربة الكوردستانية الى الفشل و ما يضربها نتيجة تداعيات ما تتجدد في المنطقة من المعادلات السياسية او العودة الى مربع الصفر و ليس حتى الاول . ننتظر و نرى .