شەمال عادل سليم : قراءة سريعة في رسالة ابوبكر البغدادي.
نشر تنظيم داعش الارهابي فجر الخميس 3 /11 / 2016، رسالةً صوتيّة قال إنّها من زعيمه الإرهابي إبراهيم السامرائي المعروف بـ ( أبو بكر البغدادي ).
وبحسب التّسجيل الصوتي الذي بلغ مدّته حوالي نصف ساعة، دعا (البغدادي)، عناصر تنظيمه إلى مواصلة القتال في مدينة الموصل وعدم الانسحاب منها, وقال نصأ: (يا أهل نينوى عامة، وأيها المجاهدون خاصّة، إياكم والضعف عن جهاد عدوّكم ودفعه, وإنّ ثمن بقائكم في أرضكم بعزّكم أهون بألف مرّةٍ من ثمن انسحابكم عنها بذلّكم.
ودعا ( البغدادي) إلى مهاجمة تركيا كونها ( حليفاً للكفار) ، مؤكّداً أنّه (واثقٌ من النّصر), كما احتوت الرّسالة تهديدات تستهدف المشاركين في عملية تحرير الموصل.
هناك نقاط عديدة يمكن استخلاصها من رسالة (البغدادي) التي استغرقت أكثر من نصف ساعة وبثتها معظم المواقع القريبة من داعش و التي تنشر بياناتها وادبياتها من اهمها:
اولا : انهاء الإشاعات التي تحدثت عن مقتل ( البغدادي) في غارة جوية, طبعأ ( في حال التاكد من صحة التسجيل الصوتي المنسوب لبغدادي ).
ثانيا: رفع معنويات عناصره المنهارة أمام هجوم وضربات القوات العراقية والبيشمركة والحشد و مواصلة القتال والبقاء في الموصل التي تعد آخر أكبر معاقلهم في العراق, وخاصة بعد هزائمهم العسكرية في مناطق سهل نينوى وهروبهم في ساحات المعركة بعد ان تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والمعدات على يد قوات الجيش العراقي والبيشمركة والحشد وبدعم جوي من التحالف الدولي, حيث قتل اكثر من 1000 ارهابي وتم تحرير 74 قرية من تعداد 84 قرية واجلاء 4500 عائلة وتدمير اكثر من 130 عجلة ملغمة منذ انطلاق العمليات العسكرية في المحور الجنوبي لمدينة الموصل.
ثالثأ : استخدام المدنيين من اهالي الموصل والذي يقدر عددهم بـنحو ( 1.5 مليون شخص ) (دروعا بشرية) في حال عدم ( التفافهم بشكل طوعي حول تنظيم داعش) , وان تهديد( البغدادي ) لاهالي الموصل كان واضحا وصريحا عنما خاطبهم في رسالته وقال: ( يا أهل نينوى عامة، وأيها المجاهدون خاصّة، إياكم والضعف عن جهاد عدوّكم ودفعه).
رابعأ: تحرير الموصل لا يعني بالضرورة نهاية (داعش).
والنقطة الاهم في رسالة (البغدادي) باعتقادي هي: اعطاء مهام واهداف وادوار ومبررات جديدة لكل من( السعودية وتركيا ) ( حليفة الكفار ـ بحسب قول البغدادي) لتدخلهم المباشر في شؤون دول المنطقة وفي (سوريا والعراق) على وجه التحديد, اضافة الى إعطاء صفة شرعية دولية لإستمرارتركيا في تواجدها وتدخلاتها العسكرية السافرة في سوريا والعرق في اطار القانون الدولي بحجة الدفاع عن النفس ومحاربة الإرهاب.
وخاصة بعد ان طلب (البغدادي) من مقاتليه ان ( يعدوا عليهم الكرة تلو الكرة ) وأن يطلقوا (نار غضبهم ) على القوات التركية التي تقاتلهم في سوريا ونقل المعركة إلى تركيا لمشاركتهم (أمم الكفر لحرب الإسلام والسنة في العراق والشام ).
اخيرا اقول: ان رسالة (البغدادي) الصوتية هي رسالة بائسة ويائسة تذكرنا بخطابات ( صدام حسين) السياسية و بالابواق التي كانت تعتاش على التطبيل له ولانتصاراته الكاذبة في حروبه وحماقاته وغزواته وانفالاته الداخلية والخارجية, اضيف الى ذالك, انها تعكس حجم الانكسار والانهيار والمعاناة والهزائم المتلاحقة لتنظيم داعش في مناطق سهل نينوى اضافة الى الحالة النفسية المنهارة والروح المعنوية المهزوزة لدىعناصره وقادته امام زحف الجيش العراقي والبيشمركة والحشد الشعبي والشرطة الاتحادية باتجاه الموصل لتحريرها كاملة من جرذان داعش الارهابي.