عماد علي: صدام تركي ايراني بقوات كوردية
فلنعترف بداية، ان الخاسر الاوحد فيما يحصل اليوم من التصادم بين القوات الكوردية هم الكورد وحدهم. و يجري هذا في وقت مشكوك في ان يكون مصادفة او عمل عرضي او احتكاك مؤقت او ما يحصل هو من غير قرار مسبق اقليمي، كما يدعي المتهمون الذين يُشك فيهم لما موجود من الدلائل التي تتهمهم على الارض، بل الشكوك تحوم حول اذا كان مايجري في سنجار هو تنفيذ لتخطيط المرسوم من قبل المتفذين من بعيد اي في طهران و انقرة، ام هناك من بادر الى الخطوة الاولى بعدما حصل في سوريا من تغيير المعادلات و ما جرى على غير ما توقعته تركيا بالذات، بعدما كانت تنوي من احتلال الباب لتجعلها منفذا و بابا رئيسية للصول الى الرقة و تضرب بها الكورد قبل ايادعاء اخر. و عندما قطعت عليها الطريق في تحقيق اهم اهدافها وهو الوصول الى رقة رغما عن الجميع، فقد اقدمت ما كانت تخطط و تريد تنفيذه منذ مدة، و يمكن ان تكون اختارت او سبقت وقتها، ولكنه كان من المتوقع ان يحصل ما يحصل اليوم في وقت اخر، و بالدقة تماما كانت تريد ان ما تقوم بهاليوم، كان يجب ان يحصل بعد تحرير الموصل بالذات. الوقود على ارض المعركة هو الكورد، و من اصبح اداة طواعية لمن يستفيد في الحوادث الاخيرة التي تحصل في سوريا و العراق وفي سنجار بالذات و هي منطقة استراتيجية حساسة التي تهم الجميع، هم الكورد لوحدهم .
شاهدنا اقتحام شركة نفط الشمال في كركوك و الحجج العلنية التي ذكرت، ربما تكون عندنا غير مقنعة لان العملية جاءت في وقت متاخرو ما ذكرت من الاسباب هي قديمة و كان بالامكان عرضها للحل منذ مدة و لا يمكن ان نقتنع بان اجراءها بعد تاخير هو نابع من عوامل خاصة و اوامر داخلية فقط، و يحتمل ما حدث اسئلة كثيرة لانه مشكوك في امره. و من ثم بدات الاحتكاكات في منطقة السنجار بعدما اجتمع البرزاني باردوغان من جهة، و قُطع الطريق امام القوات التركية باسم درع الفرات للوصول بسهولة الى الرقة و توضح موقف امريكا بشكل ما من الامر في سوريا و خاصة ما يهم تركيا منه و هو من دعمها لقوات حماية الشعب في كوردستان الغربية.
ان المرحلة التي نعيشها لازالت تتمخض عن ما يولد في المنطقة من الوضع الجديد في واقع متغير، و سوف يبرز ما يمكن ان نفهم منه ما تصل اليه المنطقة بعد انهاء حرب داعش و توجهات القوى الكبرى للمنطقة، و دور و موقع كل طرف في الاقليم من المستجدات و ما يتجسد فيها خلال هذه المرحلة بالذات و لمدة ربما سنة واحدة فقط. ما يهم المحور الشيعي هو بقاءهلاله مضمنونا و مؤتمناو يكون تحت امرتهم فيما بعد العاصفة و الريح الهوجاء الحالية، كي تبقى ايدي المتسلطين طويلة و تمكنها من مصارعة الاخر بادوات خارج حدودهم و هي ايران . اما المحور الاخر، و ما يضمنه لازال قلقا و لا يحتوي اطراف ثابتة الا عدد محدود منهم، نتيجة التنافس فيما بينهم من حيث الثقل و الرئاسة، و عليه لا يريدون غير تحقيق نقطة مشتركة واحدة فيما بينهم و هي قطع الطريق امام تواصل الهلال الشيعي فقط، و من اجل مد جسور لادواتهم في تحقيق ما يهم مصلحتهم في المرحلة المقبلة من بعد الفوضى كي يضعو ما يخططون موضع التنفيذ، كل منهم على حده غير مجتمعين .
الطرف الوحيد الذي يلعب و ارجله مهتزة و هو لم يثبت اقدامه على قاعدة راسخة بعد، لعدم امتلاكه ما يمكنه ان يحوي مشاكله المتعددة هو الكورد لوحده، على الرغم من البعد الواضح لقضيتهم و ما فرضوه خلال هذه المدة القضيرة من جهة، و اصبحوا ربما اداة طاعية لما يمكن ان تستفيد منهم الاطراف المختلفة من جهة اخرى، دون ان يمكننا ان نقدر الكم الواضح لاستفادتهم هم اي رؤس المحاور و الجهات العالمية ذات الصلة من خلال المعادلات التي تسير عليها المنطقة جراء ما يجري و ما يحدث و ما يتخلل المرحلة من الامور التي يمكن ان يُستخدم الكورد فيها، و يمكن ان يقع ذلك على حساب اهدافه و مصالحه دون ان يعلم، بسبب الغشاوة االموجودة على اعينه نتيجة ما تفرضه عليه من المصالح الشخصية الحزبية الضيقة التي يلتزم بها المتنفذون قبل اية مصلحة عليا .
هنا و في هذا الوقت يعترينا الشكوك و ينتابنا الخوف و تتبادر الى اذهاننا مجموعة من الاسلة الهامة، عندما نتمعن فيما حصل خلال الايام الثلاثة الماضية في هذه المنطقة سواء في سنجار او في المنبج او في كركوك .
* هل هذه العمليات بداية لما يمكن ان تمتد او يحدث ما يحرق اليابس و الاخضر في موضع الكورد ؟
* هل بدات مرحلة مابعد داعش سريعا دون ان تنتظر الاطراف نهاية تحرير الموصل و الرقة منهم ؟
* هل الكورد درسوا ما يقدمون عليه على انفراد و تفهموا ما يريده المتسلطين عليهم من رؤس محاورهم منذ الان ؟
* هل نسير نحو التراجع الاكبر لقضيتنا، و لم نستفد من الفرص التي سنحت لنا ككورد و نبقى خاضعين لما تفرضه علينا الاطراف نتيجة افعالناالخاطئة السابقة ؟
* هل نعود الى المربع الاول بعد انتهاء ما يحصل الان و يمكن ان ياخذ الوقت في نهاية المعادلات و التفاعلات المعقدة المتعددة الجوانب في مطقتنا ؟
* الا يمكننا ان نحل ما نعاني منه داخليا و دفعنا يقوة نحو خارج حلبتنا و اصبحنا في مهب الريح نتيجة المشاكل الداخلية لنا و ما فرضته علينا ان نكون اداة طائعة لمن يريد ان يهب و يدب اينما اراد بواسطتنا ؟
* فهل تتوافق مصالحنا مع القوى الكبرى و هو الامل الوحيد كي ينقذنا من الوحل الذي اوقعتنا فيه عقليات و افعال قادتنا من جهة و لاستسلامهم للعقول التي تفكر بدلا عن الشعب الكوردي من جهة اخرى؟
* في اخر الامر، هل نخرج من المولد بلا حمص، و نعود كما كنا او اسوا لعقود اخرى في نهاية الامر، للاسباب العديدة التي كنا نحن قبل اي احد اخر من كان له اليد في ايجادها ؟
في هذا الوقت و من خلال ما نراه و نتعجب من جريانه، اننا في مرحلة و واقعنا يوضح لناعلى اننا على اضعف احوالنا و عند التحليل لما نحن فيه يرشدنا ما نفكر به الى اننا نسير نحو الاسفل اكثر مما نحن فيه، و لا يمكننا ان نكون غير اداة و الة بيد هذا و ذاك، نتيجة الظروف الذاتية البائسة التي صنعناها لانفسنا، و ما تبقّى لدينا ليس الا بارقة امل خافتة جدا، و هذ ايضا نتيجة ما يمكن ان تساعدنا الظروف الموضوعية فقط و كما افادتنا منذ العقدين للوصول الى شيء من الحقوق العامة لشعبنا بشكل و اخر، و لكن النتيجة النهائية غير مضمونة لعدم خسارته عندنا ايضا.