عماد علي: سيصل ارهاب السعودية عن طريق بناء مئات المساجد الى بنغلادش.
من يعلم قليلا عن الحياة العامة في بنغلادش و مدى انتشار الفقر و العوزهناك، و المعروف عنها بانها بلد المجاعات و تعاني في تاريخها من الاضطرابات السياسية ولم تستقر لمدة طويلة نتيجة الانقلابات العسكرية حتى الامس القريب، و لازالت تتالم من الكوارث الطبيعية و المعانات الاقتصادية. و من يعلم قليلا او على دراية بهذه الدولة الفقيرة يكشف ما تسير عليه المملكة العربية السعودية و تفعله كدولة في العالم كله و ليس في بنغلادش لوحدها، ان سمحت لها البلدان اضطراريا كان ام بحرية و لمصالح معينة ان تؤدي هذه الدولة المساعدة على نشر الارهاب العمل عل اراضيها، او نتيجة توافق نظمهم السياسية مع توجهات السعودية فكرا و فلسفة و نهحا و قيادة. و انها تفعل اي شيء في اية بقعة في العالم ان امكن الاعتماد عليهم من اجل بقائها سلطة متحكمة على دولة و دين و بيد عائلة متسلطة على شعب مغدور في اكثريته.
من كان يفكر انسانيا عليه ان يساعد الاخرين من اجل اخراجهم من محنهم، او يبني لهم طريق النجاة من الاقتصاد المنهار و يشد على ايديهم من اجل انقاذهم من الجوع و الحرمان و يجد لفقرائهم لقمة العيش، لا ان يبني مئات المساجد بمبالغ مالية خيالية تقدر بمليار و سبعة ملايين دولار على الاقل والتي يمكن ان يغير هذا المبلغ من حال مثل هذه الدولة الفقيرة و ينقلها الى حال افضل مما هي عليه اليوم، و لكن كي تظهر العائلة الحاكمة و النظام الملكي السعودي و غيرهم ايضا انهم يساعدون الناس من اموال شعوبهم و من البترودولار الفاسد، فانهم لا يهتمون الا بانفسهم اي الحاكم و العائلة من خلال افعال و عوامل تجعل تلك البلدان خاضعة لمثل هذه العوائل الحاكمة و باسم الدين قبل اي شيء اخر و هم لا يمتون بما يدعون بصلة من قريب او بعيد.
الازدياد السكاني المفرط لدولة مثل بنغلادش يؤثر سلبا على الحالة الاقتصادية، و ان استحسن الوضع العام لهذه الدولة منذ التسعينات الا انها تعاني لحد اليوم من الفقر المدقع، و تنتشر فقراءها في كافة صقاع العالم من اجل ايجاد لقمة عيشهم، و منهم من كانو لايزال في المملكة العربية السعودية التي يعيشون تحت ادنى مستوى المعيشة و لم تلتفت لهم هذه الحكومة السخصية خارجيا! لا بل يُظلمون فيها ايضا و لم يحصلوا على مستحقاتهم المالية بشكل حقاني و معقول، بل يعاملونهم بشكل مجحف سواء من قبل الحكومة السعودية التي تظهر بانها تساعدهم و من خلال بناء المساجد التي لا تحل وتربط في جانب علاج الفقر و الازمات و المعانات التي تفرض نفسها على الشعب البنغالي، الى جانب غدر الاثرياء في هذه الدولة بهم من خلال عملهم كخدم لديهم دون ان يراعوا احوالهم.
لقد دخلت بنغلادش الاسلام عنوة براس الحراب و قوة السيف في القرن الثاني عشر و افنوا عددا كبيرا ممن كان هناك و غيروا بالقوة الديانة الهندوسية المسالمة الى الاسلام و على يد قائد تركي مسلم مفترس مستبد باسم باكثير خلجي، و منذ تلك اللحظة و اصبحت بنغلادش تحت رحمة المحتلين.
اليوم و بدلا من ان تتقدم السلطة السعودية بمساعدة حقيقية لشعب مظلوم تاتي وتستغل فقر الدولة و تتفق مع رئيسة وزراء الدولة البنغالية تمويل مشروع بناء مئات المساجد في انحاء البلاد بذلك المبلغ الهائل الذي يمكن ان يُصرف من اجل تحسين الوضع الانساني للشعب البنغالي المغدور. و تخشى الاقليات غير المسلمة ان تؤدي هذا الى نشر الارهاب كما هو المعروف من خلال بناء560 مسجد دفعة واحدة، وهذا الذي يجعل اي متابع ان يشك من هذا العدد المبالغ به، ان كان من اجل الشعب البنغالي الانساني او الديني. و ما اضطرت الشيخة الحسينة على قبول ذلك هو كسب ود المسلمين في بلاده و ان تحسن من علاقات بلدها مع دولة ثرية مثل السعودية، لانها امام انتخابات قادمة، و هذه سلبية الانتخابات كجانب يمكن استغلالها في الديمقراطية الصورية في بلدان الشرق حتى اليوم. هل حقا انها فكرة جميلة لنشر المعرفة الحقيقية و العلم و الفلسفة من خلال المساجد لا جامعات او مدارس او مستشفيات ام انها اموال من اجل بقاء المعانات في النهاية و تصبح الدولة تابعة لمثل هؤلاء ليس اكثر. هذه هي العقلية الارهابية التي تختفي وراء الدولة و السلطة الملكية و من خلال الفكر الوهابي الارهابي الذي يفعل ما يمكن ان يمهد الارضية لنشر مثل هذه الافكار بعد تصديرها و استغلال اناس بهذه العقول النتنة من الارهابين السعوديين كما هو حال افغانستان منذة مدة طويلة و لم تنجوا لحد اليوم، و يمكن ان ينتقل بسهولة من خلال هذه المساجد الى هناك و باساليب اخرى ايضا، بعد ان ادوا ادوارهم في الشرق الاوسط و خاصة في سوريا و العراق.
و يمكن القول ان الارهاب سيبقى كما هو اواكثر طالما بقت السلطة السعودية والفكر الوهابي الارهابي ساري المفعول، و يتم تصدير الارهاب بتستر النظام عنهم بشكل خفي و من خلال الادعاءات الزائفة التي يدعون تضليلا بانهم ضد الارهاب و في اساس الامر انهم المنظرون و المنفذون للفكر و العقيدة و الفلسفة الاسلامية الارهابية. و لا يمكن ان يُستئصل الارهاب بوجود مثل هذه الانظمة الفاسدة من اساسها.