عماد علي: ان لم نحسب لردود الافعال حول الاستفتاء.
لم يمر يوم الا و نسمع عن رد فعل معين حول عملية الاستفتاء المزمع اجراءها لاستقلال كوردستان و بناء دولتها في هذه المرحلة . انها ردود متعددة و قوية و لا يمكن ان لا تؤخذ بنظر الاعتبار او التعامل معها بكل روية و عقلانية بحيث يمكن الاقليم من الخروج بسلام من القضية بما نلعد بما نتفاعل معهم من اجل ان لا تضرهذه المواقف و الردود بالقضية من جوانبها المتعددة, و يمكن ان تعدم التفائل لدينا و ان تمسح امامنا احتمال النجاح من خلال عرقلة الاجراءات، و يمكن ان يكون التراجع صعبا و مكلفا في حينه. و هذا الذي نتلقاه كل يوم من موقف و تصريح معارض هنا و هناك و تكراره يدل على ان القرار الذي اتخذ من قبل السلطة الكوردستانية كانت عفوية و مفاجئة و الدافع الوحدي له كان قفزا على المشاكل الاداخلية المستعصية كما قلنا من قبل، و يتبين بانه اتخذ عن غفلة دون اي تمهيد دبلوماسي سياسي مسبقا كما هو حال الداخل من الخلافات التي تصعب الاجماع على اجراء العملية و يمكن ان تكون نسبة الاشتراك او النتيجة مخيبة للامال لو اجريت دون الخطوات الضرورية التي تستوجب الاقدام عليها لتمهيد العملية. انها حق شرعي و لا يمكن لاحد ان يمنع الشعب الكوردستاني ان يقدم على ما يحق له كما لغيره، انها احد ثوابت الديموقراطية و من يؤمن بها لا يمكن ان ينكرها على اي احد في العالم، انها احدى الطرق السلمية لتحقيق الاهداف المشروعة بعيدا عن معوقات السياسة و الخلافات العديدة حول موضوع ما، انها لا يمكن ان تنجح دون التفاهم بين اطراف القضية من جهة او يمكن ان تدعمها قوى كبرى مؤمنة بالحق المشروع بحيث يمكنها ان تقلل من المعرقلات امامها من من قبل المعارضين الاخف ثقلا بسبب المصالح المختلفة و الاراء و المواقف المختلفة عليها .
اننا شعبا و بما نملك من تاريخ و وطن و كافة المقومات المطلوبة نستحق الدولة، و عليه الجميع مع اجراء عملية الاستفتاء لتحقيق اهم الاهداف و اسماها للشعب الكوردستاني، لا يمكن لاي احد ان يختلف حول هدف العملية في نهاية المطاف، و لكن الخلافات المختلفة هي حول كيفية اجراء العملية و الوقت و ماذا اجريت لعدم فشلها او ما هي نسبة الارضية التي من الواجب تجسيدها قبل التوجه نحو العملية و ان نعتقد بانه تكون بعيدا عن المغامرة و المقامرة . لم يدلي المسؤلين الكورد بما لديهم من نتائج حول ما فعلوه خارج كوردستان لنجاح هذه العملية الحساسة كاهم عوامل نجاح العملية، و لم نجد لحد اليوم التقارب الداخلي رغم نفاذ الوقت بشكل سريع دون التقدم بخطوة حول هذا المضمار، و لم نحتسب للكثير من الامور لبيان اصحية الاقدام على العملية او تاجيلها او الامتناع عنها في الوقت الحاضر على الاقل او الاصرار على اجرائها بحكم ما يجب ان يكون لدينا من الضمانات المطلوبة كي تدفعنا الى عدم الخوف من الاسوا. اننا و ان نعلم ان الاقدام على مثل هذه العملية المصيرية ليس بسهل و انما من المفروض بيان كل يمسها و ما تتطلبها هي لضمان على الاقل نسبة معينة و مقنعة لنا لاعتقدانا بنجاحها، و يمكن ان يقدم الشعب اكبر التضحيات من اجلها على امل ان لا يخرج الشعب من المولد بلا حمص. هناك ما يفرض التوضيح من السلطة الكوردستانية التي ذهب وفد رفيع المستوى الى الاتحاد الاوربي ليرجع و يمتنع عن ادلاء باي تصريح حول ماحققوه، و اعلانهم غير المباشر عن نجاحهم باشارات خفيفة بينما نسمع تصريحا خطيرا و واضحا من ممثل الاتحاد الاوربي بانهم يرفضون العملية و يدعي بانهم مع وحدة الاراضي العراقية جملة و تفصيلا . اننا لا يمكن ان نحتسب للدول المجاورة كثيرا على الرغم من المطلوب تسييسهم لانهم مهما كان واقعم السياسي او ظروفهم السياسية فانهم يرفضون هذا الحق الذي يعتبرونه بانه يضرب مصالحهم الستراتيجية البعيدة المدى.
اذن، اننا اليوم نعيش في حيرة من التعامل و بيان الموقف من الاستفتاء على الرغم من انني شخصيا اعتقد بان اجراءها و بيان الموقف حول نتيجتها او التعامل بها و يمكن تاجيلها اي النتيجة لمدة غير معلنة، و من اجل التجاوب مع هذه الردود يجب تطمينهم حول عدم الاخذ ينتيجة العملية في المرحلة الحالية, و الذي يمكن ان يحفظ ماء وجه الجميع و ان لا يؤثر سلبا على الناحية النفسية و المعنوية للشعب الكوردستاني، و يمكننا ان نقلل بهذا من الضرر المتوقع في حالة التراجع السريع و الاصابة بخيبة امل من قبل الشعب قبل اي احد اخر, او يمكن التقدم بالخطوات بدءا بتصحيح الامور الداخلية و التوافق و التعاون و ضمان الوحدة الداخلية التي تفرض الموقف الموحد على الجميع بما انهاعملية محقة و لنا الحق في اجراءها و يمكن ان يخضع المعارض الديموقراطي للاعتراف بها في اخر المطاف على عكس المعادي الممانع او الدكتاتوري الشمولي. و به يمكن التسرع في خطوات التصالح الداخلي و التقارب بين القوى و هذا ما يتطلب تنازلات كبيرة ليس للتعالي و الغروراي فرصة في فرض نفسه و لا يمكن ان يكون له اي دور فيها، و انها من اجل الهدف الاسمى، و بها يمكن ضمان الارضية الداخلية و تجسيد ما يمكن ان تجرى العملية عليها دون خوف داخلي او استغلال ما يمكن استغلاله في هذه الظروف الانية بكافة الطرق الشائنة والحيل من قبل من له المصلحة في ذلك.
لذا، الموقف النهائي المدروس و الاهم يمكن ان يصدر بعد الخطوات التمهيدية لاعادة تجسيد الارضية و ترصينها من اجل مقاومة الاحتمالات الكثيرة بعد التوافق بعيدا عن المصالح الحزبية.
بعد انتخابات حركة التغيير الداخلية و استقرار وضعها السياسي الداخلي بعد وفاة منسقها العام نوشيروان مصطفى و انتخاب البديل عنه، يمكن التقدم بالمنحى الداخلي بخطوات دافعة لدراسة ما يمكن فعله حول عملية الاستفتاء و الاتفاق على مجموعة خطوات سياسية تهم الشعب و الخلاص بشكل او اخر من الازمات الداخلية و اقناع الشعب على المطلوب بعيدا عن المصالح الحزبية التي دفعت اصلا الى الاقدام على هذه المغامرة الكبيرة اساسا دون دراسة معمقة و لكنها حقة و تفرض نفسها و تستحق التضحية ان لم تمانع الجهات العالمية ذات الاهمية بعيدا عن مواقف الدول الاقليمة المعروفة المواقف مسبقا، و لا يمكن انتظار تغيير مواقفهم لانهم من استولوا على تلك الحقوق التي يجب ان تؤخذ منهم بالقوة و الامكانية الذاتية السياسية و الدبلوماسية و العمل المجدي من كافة المجالات.
اننا ما نسمعه من ردود الافعال الدولية ليس بمطمئن لنا، و انه مخيب للامال و غير منتظر بهذا الشكل و بالذات من قبل من يدعون بالديموقراطية و حقوق الشعوب في تحقيق مصيرها وغير ذلك من الشعارات كالانسانية، و على العكس نجد التناقضات في تعاملهم مع القضايا المختلفة استنادا على مصالحهم . وحدة اي بلد ليست مقدسة بقدر حقوق الانسان و الانسانية و احقاق الحقوق المسروقة مقارنة بحجم التضحيات الت قدمت من اجلها و هي فريدة في العالم.
و عليه يجب التمهل و التروي و دراسة المواقف و العملية برمتها بشكل دقيق بعد الوقوف على المواقف الانية و من ثم البدء بالعمل بعد التفاهم الداخلي و الذي يمكن اتخاذ الموقف المناسب بعد حين بعيدا عن اي قلق او خوف او تردد في اجراء العملية، اي اتخاذ الموقف و القرار الجماعي و به يمكن الدفاع عنه بكل قوة و ليس بشكل متفرق كما هو اليوم . و بتوحيد الجهود و التعاون المشترك يمكن ان نضع القوى المؤثرة في الامر الواقع ويمكن تغيير ارائهم المشتددة التي نسمعها اليوم و التي يمكن ان تكون صادرة من معرفتهم بوضعنا الداخلي المشتت و الخلافات المسيطرة على واقعنا. و يمكن ان ننجح في هذا بعيدا عن الطموحات الشخصية و الحزبية الضيقة، لان العملة تخص الشعب برمته و ليس فئة او مكون او حزب او جمهور او قائد ما، فيجب ان يكون توفر عوامل نجاح العملية مسبقا و يحتاج هذا للعديد من الخطوات الداخلية قبل الخارجية. اننا مع الاستفتاء مهما كان واقعنا و نعلم ما يحوم حولها من الشكوك التي توضحها لنا كيفية الاقدام عليه حزبيا و شخصيا مة اجل اقناذ الذات من المشكلات المتعددة، و عليه من المفروض اجراء العملية بشرط بيان افق نجاحها بشكل واضح و من غير تراجع اكثر او اضاعة ما حققناه لحد الان و قبل الاستقلال رغم السلبيات الموجودة.