عماد علی: علی كوردستان ان تتصالح مع نفسها قبل الاستفتاء.
قراءه جمیع الاحتمالات واجب قومی و سیاسی مهم یقع علی عاتق السلطه قبل الجمیع، لما مدت يدها هي دون اية استشارة احد في هذا الموضوع المهم و الخطیر و المصیری، و انه الموضوع الذي لا یتقبل الفشل او التراجع بشكل یمكن ان یۆثر علی الهدف ذاته لمدة اطول و على الشعب و معنوياته و نظرته الى مستقبله و روحه الوطنية في جزء من كوردستان و بالتالي على مستقبل الكورد جميعا.
جاء القرار اعتباطيا و هذا بين من عدم توفر المتطلبات الرئيسية للعملية داخليا و خارجيا ايضا، و استوضح الامر هذا لما نشهده من المواقف و ردود الافعال غير المتوقعة من الجميع صديقا كان ام عدوا، و هذا بعيدا عن راي و موقف الدول الاربع المعلومة اصلا و التي توزع الكورد عليهم غدرا بفعل الغدار الاكبر في حينه . القرار العشوائي و الفجائي دون عمل مسبق من اجل تسييره يمكن ان يمر بطرق و تكون له نتيجة متقاطعة مع ذاتها اما سلبية او ايجابية، و يمكن ان تخرج من عنق العوائق الذاتية و الخارجية بافعال و مواقف تتطلب التواضع و التضحية بالذا، و يمكن ان تخرج بسلام و مقنع بدرجة معينة نتيجة تشابك المعادلات و ليس اعتمادا على التحضيرات الذاتية و هذا يمكن انةحسبه على القدر او الحظ و هو غير علمي في تقييم اية عملية، و هكذا يكون فيما يحصل و ما تنتجه الفوضى الخلاقة في كل المراحل . اما نحن لسنا في عمق هذه الفوضى العارمة المطلوبة في المنطقة في هذه الحال، و انها حدثت و لم تستغلها القيادة الكوردية في حينها، و عليه يجب دراسة الواقع و الحال استنادا على الوضع الطبيعي لاتخاذ اي قرار و لاسيما المصيري التاريخي الهام منه كما هو قرار الاستفتاء و اعلان استقلال كوردستان. اما اليوم الذي نحن فيه و ما اتخذ فان التعامل مع ما اتخذ يجب ان يكونة بدراسة الواقع الحالي و كيفية التعامل مع الحال و التغاضي عن اشياء و التضحية بامور و مصالح و التصرف بطريقة عقلانية لا مثيلة لها، ان كنا نريد ان نخرج من الموقف العويص بعد اتخاذ القرار الحزبي الشخصي الاني بدرجة من السلام و الامان.
اي قرار هام كما هو التوجه الحالي نحو الاستفتاء يتطلب التقليل من احتمالية المغامرة غير المعلومة النهاية بطرق شتى، و ان اُتخذ القرار في لحظة انفعال سياسي ناتج عن قلة الخبرة و عدم التوافق وردود لما ابرزته الخلافات السياسية و من تراكم الازمات التي اثرت بشكل كبير على مسير السلطة و تراجعها و عدم ايجاد منفذ لحلها و هي ما وضعت نفسها في الوحل و الفشل . و اصبح عامل مؤثر على تغيير ثقل و موقع حزب السلطة بشكل كبير و كعادته لم يتقبل به وعليه اتخذ القرار كاخر من يمكنه ان ينقذ الحزب اي القفز الى الامام، و يتوضح هذا من عدة جوانب و منها عدم التمهيد المفترض باي شكل قبل اتخاذ القرار لفظا و عملا، و تفاقم الازمات السياسية و الاقتصادية نتيجة تهور الحزب الحاكم و قيادته و ردود فعلهم الضيق الافق ازاء مشاكل الاقليم و مواقف القوى، و عدم التعامل بعقلانية و بنظرة حداثوية مع الواقع السياسي بل اعتمادا على الثقافة السياسية السائدة منذ عقود في كوردستان . و عليه لم يبق الا الطريق الضيق لانقاذ الذات دون التفكير في الاحتمالات و النتائج المترتبة على مثل هذا القرار الكبير.
على الرغم من الاخطاء المتكررة من قبل السلطة و تعجرفهم مع الواقع الكوردستاني و عدم المامهم باحتياجات الشعب الكوردي و اللعب على عواطفهم من جهة، فان عدم الاهتمام بالقرار ذاته او ما يفرز منه بائن عليهم بالذات نتيجة التعامل مع الموجود بروح سابقة غير ملائمة مع الاصرار على نجاح العملية التي صدرت دون سابق انذار من جهة اخرى.
اي العوائق الذاتية الكبيرة هي الاصرار على الغرور و التعالي و التعامل وفق اتكيتات سياسية لا يمكن ان تتقبلها هذخ المرحلة الخطيرة من كوردستان، من قبل الاطراف و حزب السلطة قبل الجميع وعدم التصالح مع الذات من جهة، و انعدام المسؤلية الكبرى المطلوبة من قبل الاخرين ايضا وفي مقمدمتهم من يعتبرون انفسهم بالمعارضة و عدم تحاشيهم او غض النظر لما هو الحاصل او حدث من الاضرار الحزبية لهم، و ذلك من اجل الهدف الاكبر و هو الاستقلال، و هذا هو العائق الاكبر ايضا امام التصالح و الالتئام و التوافق و الاجماع حول المهمة الصعبة و اجبار السلطة على جوهر الهدف و هو الاستقلال و ليس اتخاذ موقف من اجل انقاذ الذات، و يمكن ذلك ان يؤدي الى نجاحها و بشرط تاجيل ماهو الذاتي الخاص الى مراحل اخرى.
و من المؤسف ان تبرز قوى غريبة عن الواقع الكوردستاني و تدعي مطالب غريبة و شاذة بعيدة عن الروح الوطنية و القومية المطلوبة في مثل هذه المرحلة و من خلال التضاد مع العملية المصيرية، من اجل مصالح ذاتية او وفق مقولة خالف تعرف لدى بعض الشخصيات الشاذة ايضا على الواقع السياسي و التي يمكن استغلالها للوقوف ضد العملية من قبل الاخرين اقليميا و عالميا و يمكن قبر هذا الموقف بتصالح الذات و القوى المؤثرة ايضا.
لو كان حزب السلطة صادقا عليه ان يخرج الشعب من ما اوقعه فيه نتيجة رد الفعل الناجم عن التسرع من خلال هذه القفزة الكبيرة دون دراسة، و ان كان حتى على حساب فنائه ان كان يريد ان ينجح في مهمته المصيرية للشعب الكوردستاني بشكل خاص دون الاهتمام بما تتطلبه المصالح الشخصية و الحزبية، اي و ان اتخذ القرار شخصيا و حزبيا من اجل المصالح الخاصة الا ان نجاحه يتطلب التضحية بتلك المصالح و ان تكون لصالح الشعب على حساب بعض المصالح الضيقة التي هي بالضد من الهدف و ما حوله، اي الخروج من الازمة بمجد نهائي من خلال تضحية كبرى. اي اما الفشل و التراجع و الغوص اعمق في المشكلة و تعقيد الازمة او التضحية بالذات التي يمكن ان تعود بالذات خيرا في نهاية المطاف ان نجح الامر. و هذا يعتمد على التضحية من اجل التصالح مهما كان موقف المقابل الحزبي، و في تلك الحال ستكون الافرازات السلبية الداخلية اقل تاثيرا على العملية.
ان تكلمنا بالتفاصيل، على الديموقراطي الكوردستاني و رئيسه ان يقبل بشروط التغيير و الاحزاب المعارضة مهما كانت مبالغة فيها، و عليه ان يحسب للوقت و تدخلات الدول الاقليمية من هذه الفجوة، و على القادة العقلاء في الاحزاب التي تاثرت بقرار الديموقراطي الكوردستاني المتعجرف في هذا الوقت ان يغضوا الطرف في هذه المرحلة عن بعض الامور التي يمكن ان يصروا عليها في الوقت المناسب و المرحلة الاعتيادية لما بعد الاستفتاء وما يمكن ان نراه من مسيرة كوردستان الصعبة.
انت بنفسك دخلت في المتاهة دون تخطيط، عليك ان تستنجد حتى العدو ان كان ممكنا من اجل الخروج منها باقل الخسائر من كافة الجوانب، قررت دون سابق انذار او تمهيد او تجسيد ارضية، عليك ان تضحي بمصالح صغيرة ضيقة الافق او حتى كبيرة من اجل النتيجة و الغاية، لم تحسب جيدا المرحلة و الوقت المطلوب، عليك ان تعمل بجد و قوة و كثافة و تركيز من اجل الخروج من العملية ولو في الوقت الضائع بنتيجة مرضية. و عليه، و ان كان لابد ان يتفاعل الجميع مع ما يحدث الا الواجب الاكبر يقع على من تحرك و اتخذ القرار فرديا دون استشارة او نقاش مسهب حول الاهم، و حصل هذا نتيجة اتخاذ القرار برد فعل في غير مكانه و لا يمكن التراجع عنه بسهولة، او يمكن التحاشي عما يدور بحدث او عملية اخرى موازية بقوة الحدث الدائر لاِمكان تحمل الافرازات و الردود و تقبل النتائج غير المرضية، اي يمكن ان نقول ان الاولوية و العامل الاول المهم هو التصالح مع الذات الذي هو ضرورة اولى لتسهيل بعض الامور على الذات و ليس كلها، و الا ان النتائج ستكون مخيبة لو دخلنا العملية بنفس درجة التهور و المغامرة التي اتخذ القرار بها و ما نحن فيه الان. و يجب ان يكون شعار الجميع كل شيء من اجل الاستقلال.