عماد علي: عندما ندينهم من افواههم.
نستمع يوميا ما يدلون به من التصريحات عن الانتصارات على الكورد و يتشدقون من جهة اخرى بما يؤمنون من ان الوطن للجميع و العش الواحد لكافة المكونات و هكذا نتعجب منهم. بالامس فقط استمعت الى ما معلوم عنه بقائد منهم تبعيته لايران منذ مولده كما يُقال و هو صاحب التصريحات التي تؤكد ولائه لايران اكثر من العراق، و هو يصرح للاعلام بانه سعيد و فرح عندما استقبلته الجماهير في فتوحاته الاسلامية من احتلاله للمناطق الكوردستانية وكانه فتح قرطاجة ابان العصر الاموي و اسمى نفسه بقائد القتوحات المنصور بالله، و شبه المعارك التي اندلعت اوارها حسب ارائه بالفتوحات الاسلامية، و انه لا يمكنه ان يشبه هذا الاحساس الذي عاشه كقائد فاتح باي منصب او نجاح سياسي في العراق . نعم انه اعتبر دخول حشده الاراضي الكوردستانية بامالة الخونة و بالدبابات الامريكية نصرا اسلاميا عظيما و هو تناسى بانهم قالوا ينفذون الدستور بحذافيره و معاركهم من اجل العراق الواحد الموحد.
اي تناقض هذا الذي يثبته امثال هؤلاء الذين ياتمرون باوامر المتنفذين المخططين و المنفذين من لهم المصالح الاستراتيجية و لا يتحركون الا باسم القانون و الحقوق و هم اصلا يتكركون وفق فوائد و مصالح القطب الذي يعملون من ضمنه. يكشفون انفسهم من اول ما ينطقون و يطرحون ما هم يفعلون و دون ان يعلموا بانهم تكلموا بالمس عكس ما يقولون، مابين الامس الذي قلت بانك تطبق الدستور و تعاقب من خرج عنه و اليوم الذي تحتسب نفسك من الفاتحين و لك شعور و احساس لا يمكن تعويضه باي عمل سياسيوقت ليس بطويل .
بعدما نفذوا ما يريدون مستغلين كافة الظروف المساعدة لهم اليوم و بتعليق الضوء الاخضر من القوى العظمى و في مقدمتهم امريكا، فاليوم يعيرونها و يبدون استيائهم من مواقفها و متطلباتها و تعاملها مع الملفات الكبيرة في المنطقة و على العكس يتهمون الكورد بالولاء. سوف نرى تغييرات كبيرة في الاشهر القليلة القادمة و ينقلب السحر على الساحر في اللحظات الاخيرة ان سارت الامور كما نلمسها، فلا تبقى المصالح المشتركة و العمل المتناغم كما هو بل يتعرض الواقع للتناقضات التي تحصل نتيجة المتغيرات و معطيات المعادلات التي تدع الجهات الموجودة في مسار تجسيد المخططات الاستخبارية لايران قبل الاخرين وتقع هذه الجهات في مواقف ليس لصالحهم كما هو حال ايران و التابعين لها و ما تتجه اليه سوريا، و عدم تثبيت تركيا على مواقفها و محاولتها اللعب من اجل كسب ما تريده ضد الكورد و ليس غير ذلك فان التعارض هو نهاية ما تريده ايران على العكس من تركيا، و هي تتنازل حتى عن كرامتها و سمعتها من اجل وأد ما يحصل لصالح الكورد، على الرغم من التشكيك بقدرتها اي تركيا على النجاح الا اذا تهادنت امريكا في امرها و اعتبرت بانها الاهم لمصالحها محنثا بوعدها لمن ادار ما يهم مصالحها طول هذه المدة بكل دقة و امانة.
عندما تتركهم يتكلمون يدلون بما يحملون دون اي ضغط و يقولون الحق دون ان يتذكروا بما قالوه بالامس، اين الفتوحات الاسلامية و الغزوة و فرحة النصر من اجل الله و رسوله من تطبيق الدستور و بنوده و من اجل مستقبل العراق و ابناءه.
الاشهر القليلة القادمة حاملة للكثير من المفاجئات التي لا يمكن تصورها بما تكون نتائجها و لكن لا يمكن ان تستمر الحال كما هي عليه كوردستان و السلطة العراقية تعيش في نشوة النصر و الغرور المبني على قوة الاخرين و مصالحهم فقط، و هي تنتشي النصر الؤزر على الكورد المشركين!! و كانها فتحت اندلس بالجيش الاسلامي العرمرم او سيطرت الفاطمية و الاسماعيلة و الزيدية على دفة السلطات في المناطق التي يخططون لها ثانية و يريدون ان يعيدوا التاريخ بدءا من كوردستان. فلننتظر.