عماد علي: ان كان الحكم هو الخصم.
كما هو المتوقع وصلت الحال الى ان يذهب دم الشهيد الكوردي امام داعش هدرا دون ان يذكره حاكم العراق العبادي بكلمة واحدة على الرغم من كل تلك التضحيات التى وصلت الى الالاف من ابناء الفقراء و المستضعفين و المظلومين كما هو في كل زمان و مكان، من ابناء البيشمركَة الاحرار.
لم نكن نتوقع نهاية سعيدة للجميع لنهاية داعش و كما قلناها مرارا و نعلم مورائها و لن ننتظر افضل من السلطة المركزية التي هي المبنية على العقيدة و الفكر الضيق الافق المستند على المذهبية المعيقة لكل ما يمكن ان تتقدم به الشعوب العراقية جميعها، و هذه هي العقلية المعرقلة لكل ما يمت بالعصرنة و التمدن و العيش السليم. انه لم ينطق ولو بكلمة شكر لكل تلك التضحيات و الدماء التي سالت في سبيل الدفاع عن الانسانية، كان موقفه نابعا بدوافع عقيدية و دينية مذهبية و عرقية قبل السياسية، و لا يمكن ان نصفه الا بالمتخلف رغم الادعاءات الباطلة التي يدعيها بالتقدمية هذا صاحب الهيكل الاحجن .
اننا كنا على يقين بان نصل الى هذا الحد من الغدر و نحن نتكم بهذه العقلية التي وصلنا الى ما كشفه لنا العبادي نتيجة تيقيمنا لما نعتقد بان نكونن فيه في وقته من قبل، و نتيجة لما نعلمه عن من يتحكم على زمام الامور في العراق و كيفية تسيير الامور السلطة و النظر الى مستقبل العراق و باي خلفية و من هو العقل المفكر و المدبر الداخلي و الخارجي وراء هذه السلطة و تبعيتها الحقيقية و من يحكم في الاساس اصلا. ليس بغريب بكل هذه المواقف التي ليس لها صلة لا بالانسانية و لا بالقانون و لا بما يخص الدولة كدولة بمعناها الحقيقي، و لا بالعصر بما يتطلبه لامن و سلامة و حياة الناس جميعا دون اي تمييز، و بما يمكن ان يؤمن به المتامل الى المستقبل الجميل لهذه البقعة .
كان هناك من يدعي ان الطريق التي يسير عليه العبادي و سلطته و عقليته هو الملائم لكل العراقيين و انه ينظر اليهم بعقلية و عيون منصفة، و كل ما يبدر منه في لحطتها في هذه المرحلة هو رد فعل لما فرضته عملية الاستفتاء في كوردستان، الا ان الشهداء التي وقعوا على ارض المعركة ضد داعش لم يكونوا يعلموا حتى بما له علاقة بهذه العملية و لم يحاربوا داعش من اجل الاستفتاء بل للدفاع عن الانسان و حرية الشعوب اينما كانوا، فهل يعقل ان لم ينطق بها الحاكم المذهبي المدعي بالحكم المدني و بكلمات لا يمكن ان نقراه الا و هو في عمق التعصب و المذهبية و الضيق في افق تفكيره.
و من هنا لابد ان يكون للشعب الكوردستاني المشتت لعدم وجود الوحدة الذانية و فيظل انعدام الخطوط الحمر و الحدود التي تفرضها لامصالح العليا و انخفاض مستوى ادارة كوردستان و الخلافات التي بددت كل المحاولات من اجل نيل الاهداف الاستراتيجية ان يعيدوا النظر في كل شي بعيدين عن من يلعب بهم ومن وجد ثغورا بين صفوفهم و استغلها من اجل تفتيتهم ولازال يفعل فعلته كما يريد دون اي رادع . لابد ان يتعمقوا ولو قليلا في الوضع و يدخلوا في دهاليز افكار المتحكمين بمصير هذه الامة المغدورة منذ تاسيس الدولة العراقية على ايدي الاستعمار البريطاني اللئيم الذي لازال يلعب بذيله و بطريقته و يفعل وهو مستمر علي ما يشاء من غدر للكورد من وراء الستار دون ان يعلم به احد. ان لم يتمكن الكورد ان يحددوا عدوهم هذا لخبثه و استناده على المصلحة الذاتية الاقتصادية اولا على حساب الشعب الكوردستاني لحد هذه الساعة و بمعية امريكا رب الاستعمار و الامبريالية و الاستغلال في كل بقاع العالم. انه العبادي ابن الغرف المظلمة للمخابرات البريطانية و من تربية شوارعه و بادعاء ديني مذهبي رفعته و برزته المخابرات البريطانية بسلوكها المشين، واليوم يتحكم بما بغدر بهم مع عرابه و راعيه كل ما تصل ايديهم اليه دون اية رحمة بالضد من مصلحة ابناء كوردستان و اصبحت الاستفتاء حجة لتسريع العملية القذرة التي نراها على ايدي هؤلاء و ليس سببا رئيسيا لها.
و من هنا يمكن ان نقول بانه ليس هناك من طريق الا بالاعتماد على انفسنا، و وحدتنا هي المنقذة للامة الكوردستانية، و ما يفرض نفسه لمن يعقل و يحلل الواقع و يقيّمه هو تاجيل اي صراع داخلي او تجميده من اجل الثوابت التي من المفروض الحرص و العمل عليه اليوم بالذات و هي اعتبار المرحلة الحالية هي المتنقلة و الصعبة على الكورد و يجب ان يعملوا كايدي متشابكة متحدة ولو لاقل فترة ممكنة لحين العبور من كل هذا الظلم الذي يتعرض له الشعب الكوردستاني على ايدي من خدمه و قدم الدماء لبقاء حتى عرشه المهزوز. فلابد من التعاون و العمل المشترك و عدم التهاون مع ما يجري و اعتباره كاخطر مرحلة و اثقلها و اضرها على الشعب الكوردستاني، و ما ينتظره هو الاسوا ان لم نجد من انفسنا العامل الحاسم لعبوره و رفض ما يجري لنا . اذن لابد لنا ان نقول كفانا الصراعات التي يستغلها العدو، كفى التشتت و التعادي مع العبض كفى الحرب و الصراع مع الذات، و كفى ان يستغلنا الاخر المتعدد الرؤوس كما فعل في الماضي، و ليس هناك صديق او رفيق لنا فعليا كما اوضحته لنا الايام القريبة الماضية لحد الان و ما نمر به اليوم هو من صنع جميعهم الاعداء القريبين و البعيدين. فنحن من ننقذ انفسنا و الا لن يفيد الندم، فالعبادي ليس بافضل من اسلافه كما ثبت لنا بكل صلافة في خطواته، و اخرها المجحف وهو تهميش دور حتى من قدم نفسه ضحية من اجل شعبه و اصبح سندا لبقاء كرسيه اللئيم للاسف، و عبر العبادي اليوم بشكل واضح عن نفسه واثبت للجميع كم هو بجاحد مجحف لحقوق الشعب الكوردستاني و هو يريد ان يقتل الجميع بكلمات عسلية و يعلم القليلون ما في قرارة نفسه و هو على العكس مما يدعيه، و هو اشد مكرا و عداوة للشعب الكوردستاني من سلفه المالكي الذي كان اكثر وضوحا منه في خطواته.