عماد علي: العبادي سهل اجراء الاستفتاء من اجل اهدافه.
كان يامكان العبادي ان يمنع اجراء الاستفتاء في اخر لحظة و بحركة سياسية عسكرية و بتحرك قواته العسكرية نحو المناطق المحتلة في الليلة الاخيرة و لم يمنعه احد بل كانت الخطوة الصحيحة اوالعملية التي يمكن ان تمنع الاستفتاء و تمهد للتفاوض دون ان يحصل ما حصل، الا انه رفض او لم يقم بذلك نتيجة ما كان يهمه شخصيا و ليس حبا بالشعب الكوردي او العراقي او منعا لاراقة الدماء. عدا ذلك لم يتحرك العبادي سياسيا و لم يركز على التواصل مع الحكومة الكوردستانية من اجل الوصول الى تفاهم كما كان المفروض ان يفعله و يصر عليه، بل عمل العكس من الاتصال بمن لم يكن له اي موقع رسمي سياسي حزبي او حكومي في اقليم كوردستان من اجل النيل من السلطة الكوردستانية بمؤآمرات استخبارية و من اجل الدخول في معمعة الصراع مابعد الاستفتاء و من اجل الحصول على الاصوات الانتخابية من خلال معاداة التجربة الكوردستانية كما فعل الكثيرون والكثيرات في هذا الاتجاه من قبل ونجحوا. انه كان يعلم بان بان عملية الاستفتاء لو اجريت ليس من سلطة احد ان يلغيها كما يطلب الان و يصر على ذلك لغرض ععدم التفاوض و المماطلة فقط، و الا لو جاء البارزاني الابن و ابن الاخ على الشاشات و استصرخوا باعلى اصواتهم بانهم يلتزمون بقرار المحكمة الاتحادية و يرفضوا نتائج عملية الاستفتاء رسميا فلا يمكن ان يؤخذ برايهم و موقفهم قانونيا و سياسيا و اجتماعيا و شعبيا، و لا يمكن ان يلغى الاستفتاء الا بعملية استفتاء اخرى و الشعب هو الامر الناهي الوحيد لرفض نتيجة الاستفتاء، او اجراء استفتاء اخر يمكن من خلال التصويت المباشر للشعب ان يرفض الاستقلال كما هو معلوم قانونيا. فهذا دليل قاطع على ان العبادي كان في قرارة نفسه و من خلال استشارة من حوله و مستشاريه يعلم بهذا، اضافة الى ما كان يكنه من النظرة و ما يعتقد من انه يستطيع من خلال المواقف التي لمسها من المنطقة و المجتمع الدولي بان يلغي ما وصل اليه الاقليممن خلال الضغوطات كما يفعل اليوم و يعلم ام لا فانه لا يمكن ان يفعل اي شيء قانونيا و ان كان جميع المشؤلين السياسيين و السلطاة الكوردتانية توافقه، و تناسى المعادلة التي تمنع ما كان يفكر به من محاولته او ما يؤمن بما يمكنه من السيطرة على اقليم كوردستان مهما كان الامر، لامور و اسباب و عوامل تخص الدول الكبرىاولا و المنطقة ثانية و الستراتيجيات المختلفة ثالثة، و سيستوضح لديه الامر فيما بعد، كما لاحظ ذلك على ارض الواقع عندما وضعت العراقيل امام تقدمه من اجل قطع التواصل بين اجزاء الكوردستان الثلاثة بعد سيطرته على المنطاق المحتلة مابعد الاستفتاء و النقطة التي كانت تمكنه من حصر اقليم كوردستان سياسيا و اقتصاديا و يخضعه لاوامره نهائيا و لم يحصل على مراده كما شاهدنا.
و عليه، فان اللعبة العبادية انكشفت للقاضي والداني، و ما ينتظره و يماطل من اجله هو الوصول الى كرسي الرئاسة ثانية و على كتف مواقفه غير الامنة التي يتخذها باستعلاء و غرور دون ان يفكر فيما بعد الانتخابات و ما يحصل من التحالفات، و المستغرب بانه لديه العلم بانه كان من حصل على اقل الاصوات في الدورة السابقة و المعادلات السياسة الانية في لحظته و مصالح العديدين هي التي وضعته على كرسي رئاسة الوزراء و سلمته زمام الامور و الا كان اقرب المقربين له حصل على الاضعاف المضاعفة من الاصوات و لم يحصل على الكرسي، لا يمكن ان لا يفكر في اعادة الكرّة مرة اخرى مستقبلا.
و هذا ما يدعنا ان نتوقع بانه يراهن على الحصان الخاسر ربما لانه يعيد الاخطاء و يعتمد على ما اعتمد عليه سلفه او الاخرون في الاعتلاء على المناصب المهمة. فلا يمكن ان نعتقد بان المصالح المشتركة للقوى التي يمكن ان تحصل على الاصوات و الكراسي النيابية اللازمة لتحديد من يمكن ان يعتليه ان يسمح له بان يفعل ما لصالحه وعلى حساب الشعب الكوردستاني مهما كان مواقف الحلفاء الغربيين تجاهه . فلا عداوة و لا صداقة مستمرة و دائمة و ان مصلحة الكورد تفرض نفسها على تغيير مسار الحركة التي اتبعها من قبل و ان يتعامل مع الواقع وفق ما يهمه دون التعنت و التفريط بالمصالح من اجل امور ثانوية صغيرة او ما يهم الاحزاب و الاشخاص فقط دون اية استراتيجية او دراسة معمقة فيما يمكن ان توضح الطريق الامين لاقليم كوردستان.
فان سلوك و توجهات و مواقف العبادي يثبت بانه كان من لم يفعل ما كان عليه على الارض من اجل ما يتكلم فيه نظريا بل كان يفعل العكس في الخفاء من اجل ان يكون رجل السياسة بعد ان يتشدق اليوم بانهاء داعش و انه اعاد السيطرة على المناطق المتنازعة و احتلها و خطط لما يهمه قبل العملية و مهد الارضية لما فعل على عكس ماكان يمكن ان يفعله من اجل ابناء العراق و الذي كان الاولى ان يسير عليه من اجل ان يدرا سكب الدماء و ما تضرر منه الشعب العراقي باجمعه.
فهل من المعقول ان يتبع العبادي خطوات الفتلاوي وغيرها و و الصيهود و غيرهم و يمكن ان ينجح في اكمال دورته بسلام و يعتلي كرسيه مرة اخرى بهذه الاستراتجية و هو استعداء الشعب الكوردي و من اجل ما يفكر به بانها مصالحه من اجل الاصوات، و كما فعل سلفه، وكما سمعنا و هو الان يدلي بانه من غيرالمعقول الحصول على الاصوات من خلال استعداء الشعب الكوردي، و هو مر بتجربة مرّة مع السلطة الكوردستانية. فعلى العبادي ان يتعلم درسا خاصا من العبادي نفسه و من المالكي و سلوكه مع الكورد و قضيتهم و لابد ان يفهم ما يجري الان و ما يمكن ان يحصل في الاشهر المقبلة و ما يعد الانتخابات المقبلة، فللننتظر و سيستهل الامر بما يمكن ان نتوقعه فيما يخص الكورد قبل اي شيء اخر قريبا.