عماد علي: يغطون فساد العراق بتحرشهم بكوردستان.
اننا بانفسنا نعلم و ننتقد ما يعيشه اقليم كوردستان من عدم النزاهة و بعد عن المؤسساتية، و نريد اعادة بناءه على اسس سليمة وفق ما يخدم الانسان الكوردستاني. اننا نقول كل شيء عن كوردستان دون اي حذر او خجل، و الكثير منا يتجاوز الخط الاحمر و لا نلتزم باي من الثوابت التي من المفروض ان تكون حدا لنا دون اي ضغوطات من احد. اننا بنفسنا دون ان ننتظر احدا نوصل الحال الى السوداوية بحيث يعتقد البعيد غير المتعايش لظروفنا و لاسيما من لا يودنا اننا نعيش في الجحيم و نحن السبب فقط فيما نحن فيه و ليس لتدخلات و ظلم الاخرين اي اثر علينا. اننا نحتك ببعضنا و نسب و نشتم و نلعن و لم نبق على شيء حتى للعدو ان يتكأ عليه و يتخذه حجة في محاربتنا، و هو ينتظر من بعيد و يرى كيف نصارع البعض للنهاية. اننا هكذا كنا و الان، و سنكون كما نحن لو لم نتعض و نعيد النظر في مسيرتنا وا ن فات الاوان،و هذا يحتاج لمعجزة وفق كل المعطيات للطريقة التي نتخذها في ادارة ذاتنا.
هكذا نحن الكورد، و من ثم ناتي و نندب حظنا و نلطم و نعيط و لا احد يسمعنا. اننا لا نضع خط رجعة كي لا ندع ان يلعب الاخر المناويء او العدو بنقاط ضعفنا و لن نتمكن من ردعه او منعه على الاقل.
تكلمنا و قلنا كثيرا عن الفساد في كوردستان و حتى عن القادة وةتدخلنا في خصوصياتهم بكل وضوح و صراحة و انتقدنا دون ننتظر عقباه. اننا عندما نقيم حالنا هذا لا يعني بان مركز العراق و العملية السياسية و لاقادة هناك نزيهون وخالون من الفساد ان لم يكن اكثر و اصخم و اضخم من كوردستان من جميع الجوانب. وانما تفوقنا في خدمة الاخر بحيث اصبح التملق و التزلف للاخر الذي يتمنى سقوطنا امرا طبيعيا، و ان كان عند المخلص الشريف ليس عملا مروعا فقط و انما عمالة و خذلان بعينه.
اعترف العبادي بحجم الفساد المغول في العراق و ذكر الكثير بالارقام بداية تسلمه زمام الامور بعد تعينه رئيسا للوزراء نتيجة التوافق الدولي و المنطقة و تاثيراتهم على السلطة في العراق. و بعد ان سنحت الفرصة سكت عن كل شيء لانه لقى ما يشغل نفسه و العالم به و هو لم يتجاوز بعد او لم يحل ما ذكره و لازالت ذاكرة الناس تذكر ما اعلنه من وجود الفضائيين العراقيين بالاعداد الضخمة في السلك العسكري و المدني. لازالت مؤسسات كان لابد ان تكون تحت سلطة العبادي الذي لم يقدر على ذلك بل يضغط من اجل السيطرة على المطارات و المنافذ الحدودية في كوردستان اليوم، و هو لم يتمكن من بسط سلطته حتى على مطار النجف و الجزء الاكبر من الناصرية و البصرة و ما فيها على الرغم من انهم تابعين للمركز و ليس لاي اقليم لهم ليكون له صلاحياته كما يجب ان تكون لاقليم كوردستان دستوريا.
من يتابع ما يسير عليه العبادي في خطواته يرى انه يتكلم و بسرعة كبيرة جدا( هذه حالة نفسية يعلمها المهتمين) و من دون ان يعطي لكل ذي حق حقه، اي انه يغطي ما لايقدر عليه بما يقدر عليه و ما يسهل له المهمة و ان كان على حساب الحق و العدل، يعبر الاهم ليشغل الناس بانه يهتم بالاهم، يهرب الى الورا ء من اجل يعبر ما امامه من العقبات التي يريد ان يضع راسه في الرمال لكي يراه الناس في تلك الامور و معتقدا بان الناس لا تراه على حقيقته. انه هكذا، يستغل التساهل و المساومة التي تلعبه المخابرات العالمية التي لها الدور في رفعه، و يريد ان يراوغ على حساب الاضعف. انه يلعب بالالفاظ من اجل خداع الناس في الامور الملحة التي تتطلب الحلول، و انه يردد جملا و كلمات من اجل ان لا يخطو خطوات مهمة ملحة لصالح الشعب من اجل امور خاصة به .
اليوم و كما نرى و منذ عملية الاستفتاء التي صوت فيها حوالي 93%من الشعب الكوردي لاستقلال كوردستان، اتخذها فرصة و حجة لما يمكنه من تخطية ما هو الاصعب عليه و لم يتمكن المرور فيه او السير عليه في العراق، و نراه يتملص و يتنصل من المهامات الرئيسية التي تقع على عاتقه كي يحلها و هي تمس حياة الناس و معيشتهم. يلعب كمن بيده المطاط بالمواضيع، و هو بنفسه يتمدد و يتقلص يوما بعد اخر و امره مكشوف و ربما لا يعلم بنفسه. انه يؤكد على تصدير مشاكله بتوجيه الانظار على كوردستان و كانه يتمكن من حل اموره بالتاجيل و التباطوء و التجاوز على امور سيلقاه امامه وجها لوجه مهما حاول التخفي او التملص منه.
نعم العراق مغطاة حتى الانف بالفساد و لا يمكن ان يخرج منه بسهولة، و العملية السياسية كما هي معلومة وبعد حوالي عقدين من بعد سقوط الدكتاتورية و السيادة ناقصة بشكل كبير، و يدعي العبادي فرض السيادة في العراق و يعلم بانه حتى سيادته لم تفرض حتى على المطارات و المنافذ الحدودية في العراق و انه يريدها في اقليم كوردستان، نعم انه لحد اليوم لم يسيطر على اي منفذ و تُمرر يوميا اطنان من المخدرات التي تحول جراءه الشباب العراقي الى مجموعات من الحثالى و لم يرى العراق في اية مرحلة من تاريخه ما يعيشه من الفوضى و التسيب و التدخلات التي فرضت ان تكون السلطة بايدي خارج الحدود الا في العقد و النيف مابعد سقوط الدكتاتورية. انه يستغل الفرصة التي سنحت لما بعد عملية الاستفتاء و يريد ان يغطي على كل مساويء الامر الذي يعيشه، و يريد ان يلتمس العذر من الشعب بتحريضهم على الكورد و هذا ما نراه من خطواته و ليس من اقواله و الفاظه العسلية التي لا تحوي الى على العلقم في محتواها.
و عليه لا يمكن ان تنطلي هذه الخداعات السياسية التي لا تفيد الا على من يقف وراء العبادي من القوى الخارجية التي تفرض العقود النفطية الاكبر و الذي استبعد بسببه حتى تاميم النفط؛ و اصبح نفط العراق متاح لمن يعتبر انه صاحبه و من ممتلكاته لانه كشفه في العراق، اي العبادي وفر للبلدان الهادفة في العراق الامر الذي كانوا ينوونه منذ مدة طويلة، و كل ذلك من اجل بقاهء على كرسيه كما هو حال سلفه. فانهم اثروا سلبا على ابناء العراق قبل كوردستان، و لم يبسطوا ايادي القوى الضامرة للشر في السر على العراق فقط، وكذلك لم يجدوا طريقة اسهل من اشغال العراقيين الا بتوجيهه الى ما حدث في اقليم كوردستان فقط . و الا اين العبادي من الفوضى في محافظة البصرة و ما تجري فيها و المنافذ العراقية مع دول الجوار التي تعتبر تحت سيطرته الا انه نائم و لم يعلم ما يجري تحت ظهرانيه. اين العبادي من ما يجري من المطارات التي تحت سيطرته. اين هو من اموال و واردات العتبات المقدسة التي تعتبر اكبر من النفط، اين العبادي من المساومات التي تجري في دوائر الدولة و الفساد المستشري العلني قبل السري و لم ينقطع يتكلم عن ما يجري في كوردستان و نحن بانفسنا لم ننكر ما موجود اصلا،اين هو من المحافظات التي تحررت من داعش، اين هو من يلعب بما يمس السيادة العراقية و شربهم عرض الحائط الارض و العرض، و لكن مقارنة الفساد الموجود هنا في كوردستان اقل كثيرا جدا لو قورن بما الموجود تحت ابطه في العراق. اين العبادي من الفضائيين الذي اعترف بنفسه و لم ينبس ببنت شفة اليوم بمصيرهم و كيف عالجهم، بعدما تاكد بانه لن يتمكن من استاصالهم. اين هو من المقايضات و المساومات و التلاعب بشرف العراقيين و العراقيات في المنطقة جميعا و حتى في العالم، اي هو من الحلاوات و المشاريع الوهمية، اين هو من التجارة و ما يجري تحتها و كيف تداخلت السياسة و التجارة في العراق و وفر الارضية الصلبة للفساد، اين هو من الهروب من المستحقات المالية على الكثيرين و كيف يتهربون منها. اين العبادي من الفوضى من رئاسة مجلسه الذي يصل الينا القصص و المحاصصات حتى القبلية و الحزبية و الكتلوية لما تنقسم عليهم المناصب حتى الدنيا. فهل نقول اكثر من هذا الذي عندنا الكثير منه، و هو يدلو يوميا بدلوه على كوردستان دون ان يتكلم ولو بما لديه من الفساد و الفوضى و لقد اقترب من نهاية مرحلة حكمه و لم يقدم ما انتنظر منه حتى اعداءه ان يقدم الكثير او اكثر من سلفه، بل لم يتقدم خطوة. المصيبة في امره انه متسلط اللسان و يغطي ما يحدث دون ان يتكلم عن فشله ولو نسبيا يوما واحدا و يدعي بانه يؤمن بالشفافية، بينما يضع ما يجري في غير محله و اصبح منبعا للفساد على الاخرين لكي يغطي ما عليه. و نسال اخيرا هل ينجح العبادي في انقاذ نفسه و حكومته بما يتعامل به مع اقليم كوردستان؟
و هنا لابد ان نذكر باننا سنبقى ننتقد و نقّيم ما يجري في كوردستان ومن ما موجود من الفساد ببشفافية مطلقة، من اجل المستقبل الزاهر لنا و كي نبعد الايدي الفاسدة الخبيثة عن سلطة كوردستان بشكل كامل يوما، دون ان نخاف من استغلال ما نقوم به من قبل من يعادي الكورد و لايريد الخير به.