عماد علي: هل يخرج العراق من النفق بسرعة مؤملة.
بعد الانتخابات و ما شابها, يعيش العراق في مرحلة حرجة و خطرة في تاريخه الحديث و لو لم يتعامل المتنفذون مع قضيته بعقلية رجل دولة و كما كانوا دائما رجال سياسة و عقلية تحقيق المصالح, لا يمكن لاي من المراقبين التكهن لما يمكن ان يصل اليه. هناك ما يمكن ان ينتظر الفرد العراقي من مرحلة عصيبة عليه من النواحي الامنية و السياسية ما تؤثر بدورها على الحالة الاقتصادية لو انحدر الى ما لا يمكن ان يحمد عقباه نتيجة التفاف الجميع حول المصالح فقط و هي السلطات و القوى المتنفذة تركز في جميع افعالها على التوجه الضيق الافق لا يخرج من باب الذات او المحسوبين و المنسوبين او اكثر شيء العشيرة او المنطقة استناد على الانتماءات التي فرضها التاريخ الطويل, و لا يمكن ان يبرر من يساهم الان في تعقيد المسالة بما يمكن ان يكسبه من منافع قصيرة الامد و مرحلية باي شيء يمكن ان يقنع به من له العقلية الاسنانية.
التعقيد و عدم الوصول الى نقطة التقاء منذ عقدين وصل الى حال يمكن ان يمهد الطريق امام تدخلات اكثر من القبل في شؤونه الخاصة كما يحدث منذ سقوط النظام السابق و لازالت اشراره تعبث بحاضر العراق من خلال ذيوله و افارزات الفترة الطويلة التي تسلط على البلد و مدى المصالح التي وفرها للمجموعة الضيقة التي لازالت تعبث بمقدراته من خلال مشاركاتهم المباشرة وغير المباشرة في العملية السياسية من جهة, و ما تنتجه تفاعل المعادلات الجارية في المنطقة منذ عقدين من الزمن, اضافة من سوء الادارة و العقلية العقيدية الدينية المذهبية.
المحاور المتشابكة و الساحة الواسعة التي توفرت لتصفية الحسابات في سوريا عسكريا و سياسيا و في العراق سياسيا فيما بعد اخراج داعش تدفع الى الاعتقاد بان تصدير المشاكل الداخلية لهذه الدول المجاورة اضافة الى القوى العالمية المؤثرة على سير امور العراق, و هي اي نتاجات تلك المشاكل لم تجد سوقا لصرف البضائع الخبيثة لها, و بالتالي ارخص طريقة في دفعها قبل نفاذ مدة صلاحيتها و ما يلقونه من الارضية السهلة موجودة في العراق و ما يتمخض فيه من المشاكل مما يسهل و يطرح جانبا المعوقات امام المتربصين به و ما يمكنهم من صرف ما لديهم من السلع الفاسدة بابهض الاثمان.
لو دققنا في الامراكثر، المحورين الرئيسيين المؤثرين على المسيرة السياسية في المنطقة و العراق وهو من خلق من يستفيد منهما على المدى البعيد بشكل استراتيجي, هو ما يمكن ان نعتقد من نتاج يد القوى الامبريالية المصلحية الكبرى مستغلين الظروف الاجتماعية والسياسية و الثقافية و التاريخية الموجودة لما يهم استراتيجياتهم مستغلين الخلافات العقيدية التاريخية لتحقيق اهدافهم الطويلة الامد بشكل متناهي الدقة و على حساب حقوق الانسان و الحياة الخاصة للفرد في المنطقة بشكل عام و الفرد العراقي بشكل خاص على الرغم تشدقهم ليل نهار بهذه المباديء الانسانية.
اليوم يتمرغ العراق في غمرة وحل نتائج و افرازات خبيثة لعملية انتخابية فاشلة الى حد كبير و بعد ياس المواطن بشكل عام مما يجري في البلد و من يلعب بمصيرهم, و قاطعها الشعب بشكل كبير جدا مما حدا بالمستفيدين ان يلعبوا بسهولة و لكنهم لم ينتبهوا الى ما يمكن ان يصل اليه هذا البلد و لم ينتفع مما يجري الى من هم يلعبون به منذ عقدين و كيف انتهزوا غباء دكتاتوري حكم العرق بالحيدد و النار في اخر الامر. لو سار الامر على هذه الحال سيتعقد الخطوط المتواصلة كثيرا و لا يمكن ان يخرج العراق دون ضرائب كبيرة جدا على اقل تقدير او لا يستبعد اخطر من الوضع الحالي و السابق من خلال تقاطع المصالح و الدخول في اتون حرب اهلية محتملة و تحرق ما تبقى منه.
ستخسر جميع المكونات وكل حسب ما يمسه من الشرارة و سيكون عمل المتدخلين وضع عوائق و سدود امام ما يحدث لمنع وصوله الى ابوابهم بعمليات داخل العراق و باي طريقة مهما كانت عبثية و منها العسكرية, و سوريا مثل حي يمكن الاعتبار منها و التي وقعت في الفخ و لا يمكن ان تنتعش خلال عقود متتالية صعبة لما بعد ان تضع الحرب اوارها هناك.
ما نتوقعه هو ان النفق ان دخل فيه العراق سوف يكون طويلا و لا يمكن ان يحدد احدنا نهايته و فيه جحور و حيوانات مفترسة تنقض على من يقع فريسة لها. دول الجوار لا ترحم و المكونات لا تثق ببعضها و الثقافة و الوعي العام ليس بموقع يمكن ان يضع اي مراقب ان يعتمد عليه كي يتوقع ان يتجنب المتنفذين الاخطر, و عليه يمكن ان تدوم الدوامة لو بدات ما نرى ما يدفع الى ذلك المشهد التي يتراءى لنا بوضوح. و عليه ينتظر الشعب العراقي اما الابيض او الاسود لما بعد المرحلة الحالية, او الانتقال الى ما يمكن ان نسميه الغير المنتظر.