عماد علي: هل نرى واقعا جديدا للمنطقة.
ربما تحدث تغييرات وفق كل المعطيات مابعد التحركات السياسية الدبلوماسية لدول الاقليم و العالم في المنطقة، و ما يهب من رياح الحاصل من نتائج تداخل المعادلات التي تتفاعل جراء توجهات جديدة لدى دول المنطقة. لقاء ترامب كيم جونك ليس عاملا مغيرا لعلاقات الدولتين بذاتها فقط كما يفكر البعض و انما الافرازات و تغيير مواقف الدول من جهة و تاثير تقارب امريكا – كوريا الشمالية على مواقف دول المنطقة و تاثرهم بما يحدث مابعد هذا اللقاء من جهة اخرى له التاثير الاكبر على ما يحدث في المنطقة. الدول المؤثرة اصحاب المحاور و المتناورين من كل حدب و صوب من اجل بقاء كل منهم على موقعه في المنافسة, فان التغييرات تؤدي الى تبادل مواقع او تخفيف التحديات من قبل البعض و من ثم ستعمل امريكا على استغلال من يتاثر من لقاءها المسمى بالتاريخي من اجل فرض عدة متطلبات مصيرية لها في المنطقة و المستفيد الاخر بعد امريكا هي اسرائيل و هي تتفرغ للصراع الشديد مع ايران بشكل كلي اضافة الى امور اخرى تفيدها في المنطقة.
لا اعتقد بان التغييرات يمكن ان تكون بشكل تفصيلي لما يمكن ان يحسبها اي مراقب بكل دقة و ربما يفكر في ان يحدث في مفاصل هذه الدول اي ما يمكن ان تفعله امريكا في العراق و كوردستان و تركيا و سوريا و ايران مثلا بشكل منفصل. لان العملية ليست كما كانت ابان الحرب الباردة فالمواقف في حالة سير متموج و تتفاعل و تتاثر في اوقاتمعينة و تاخذ منحنياتكثيرة, وهذه التغييرات المتتالية تحدث باسرع ما يمكن ان يتصورها احد ليوضح بان العملية يمكن ان يستنتجه و يطرحه المراقب بشكل حسابي دقيق.
من يدعي بان التغييرات سوف تؤثر بهذا الشكل او ذاك على العراق مثلا بدون اي احتمالات لا يمكن ان نعتقد بانه يفكر بشكل علمي, فان كان كل هذا يحدث بشكل عام و في ثنايا الدول, كيف يمكننا ان نحتسب افرازات التغييرات على كوردستان ضمنيا.
ربما يمكننا ان نعلم اشياء بديهية كحساب بسيط بان ايران ستتاثر سلبا من العلاقات الجيديدة و التغييرات التي تحصل لما بعد ذلك اللقاء كامر معلوم في عالم السياسة و كيف تبقى ايران لحد ما منفردة في عدائها بالشكل التي هي عليه و ربما تاخذ خطوات يمكن ان يفرها الواقع الجيدي و تتطاول امريكا و تهدف الى عزل ايران اكثر ان تمكنت.
اما ما يمكن ان نحدده بشكل عام, ان ايران تتاثر بشكل يقع لصالح منافسيها في المنطقة و في مقدمتهم السعودية و دول الخليج. العراق و بعد الانتخابات يشهد ربما تفاعلات لما هو موجود اصلا اكبر من قبل بسبب نتيجة الانتخابات و خروج الكتل بشكل متقارب تقريبا او ما تتمكن ايران من اللعب الان بعد توجهات امريكا الجديدة و تفرغها لخوض العمل الاحادي الجانب امام ايران رغم وجود دعم و مساندة روسية ( ان تحتسب للتغييرات الروسية ازاء ايران ايضا في لافترة الاخيرة فيما يخص سوريا و ما يحدث فيها). تركيا قد تتاثر ايضا بشكل يعتمد على توجهاتها المنقلبة باستمرار في لعبتها منذ ثلاث سنوات تقريبا. فهي لم تتلقى ردود فعل قوية ازاء تهوراها في سوريا و كوردستان مما يشجع هذا على خطوات اخطر و ما يدفعها لذلك دوافع الترويجات الانتخابية لاردوغان و حزبه و طموحه في الفوز الساحق و يمكن ان تستغل تركيا موقف ايران الاضعف الممستقبل القريب و تفرض ما تتمناه ان تمكنت. لذا نراها تتمادى على حساب الكورد و ربما تطيل من عملياتها و لا يمكن ان نعتقد بان تنشغل امريكا بها و لم نجد موقفا حاسما من هذا الجانب, و العراق الان يقف في مرحلة انتقالية و هو في اضعف حاله, و هذا ما يفيد تركيا ايضا لمدة معينة.
اما ما يهمني ان اتطرق اليه من بين هذا الزخم الكبير للتدافعات السياسية التي ادت الى تراكم ما نتج خلال سير ما يحدث في منطقة الشرق الاوسط بشكل عام و اخره لقاء ترماب كيم و تاثيراته على هذه المنطقة بالذات, و يمكن ان نتكلم حصرا ما يحدث في سوريا و العراق و في مساحات متاخمة لكوردستان في الدول الاربعة التي انقسمت عليها, وان اي تغيير سيصيب كوردستان ربما يكون بشكل ثانوي او تهميشي او في الاحرى ربما تصبح كوردستان في جزء منها ساحة و ارضية للصراعات ان لم تعمل السطلة الكوردستانية بخطوات و ان بقت العملية السياسية فيها هشة وظل التعنت مسيطر على عقليات الجميع بما فيهم السلطة و المحسوبين على المعارضة و هم ليسوا بمعارضة بافعالهم و و توجهاتهم و استراتيجياتهم التي غالبا ما تكون مفقودة.
اي العراق سيتوجه الى مكان مغاير لما كان بشكل واخر و هذا ما يؤثر على كوردستان و ستصبح مهتزا و تستقر على حال بعد الاحتكاكات, و المخيف هو عدم التوافق و الفوضى السياسي لما موجود من قبل الساسة القاصرين و السذج و لهم مواقع مؤثرة وفرتها لهم الصدفة و ما يمكن ان نعتبره حظا او بتصرفات شخصية و علاقات و الاستمراء, نتيجة قصر نظر لدى هؤلاء، و حتى نرى انهم يؤثرون سلبا على احزابهم و كتلهم و قادتهم نتيجة تهورهم دون اي حساب للمصلحة او عدم رؤيتهم لاي خط احمر بخص الشعب الكوردستاني او تفكيرهم في الساعة التي يعيشون فيها لا اكثر. فالمتغيرت التي تحدث بعد لقاء ترامب كيم يفرض تحليلا و دراسة متانية من قبل الجميع لمعرفة ما يمكن ان يمس كل طرف و ما نوع الاحتكاك المنتظرالذي يحدث و يمسهم و ما المسؤلية التي تقع على عاتق الجميع لمعرفة نتيحة كل تلك الحسابات الكبيرة لتخرج من نتيجتها الحسابات الصغيرة للجهات الهامشية.
اذن يمكن اننوقل باننا نرى واقعا ربما يكون متغيرا نوعا و مسببا لتهميش البعض, مع التواصل على بقاء الصراعات و اهتزاز المحاور بتغيير اعتقد سيكون طفيف لو قورن للاخرين فيما ننظر اليهم لوضعهم ميزان القوى و ما يهم اي طرف، بالنسبة للجهات الهامشية او الصغرى في المنطقة.