عماد علی: مَن وراء التفجیرات فی خانقین؟
بعد احداث 16 اكتوبر و المناطق الكوردستانية المتنازع عليها تمر بمرحلة صعبة و متنقلة تحتمل الكثير من الاحتمالات التي يمكن الوصول اليها سواء بالسلب ام الايجاب ان تفاعل اصحاب الحق بعقلية مناسبة مع المرحلة على الرغم من عدم تفاؤل الكثيرين لمستقبل هذه المناطق لاسباب و عوامل كثيرة و اخطرها التدخلات الخارجية و مصالحها نتيحة لاهميتها و ثراءها بالثورات الطبيعية و اخطرها النفط وهو سبب الاسباب لكل المشاكل و في مقدمتهم تدخلات الاستعمارالقديم الجديد بشكل سلبي و مستمر لما تكنه من النوايا و ما تريده من تحقيق اهداف استراتحية اقتصادية و هي بريطانيا العظمى التي لا تمل من التخطيطات الطويلة المدى لاعادة ما فعلته من قبل بشكل و صورة اخرى تريد ان تلائمها مع التغييرات التي حصلت طوال السنين مابعد التي اخرجت من المنطقة و هي تتحصر على ما تعتبر انها تستحق من خيراتها اكثر من صاحب الثروة نفسها. اضافة الى الدول المجاورة التي لكل منها مخططاتها السياسية التي تتبناها من اجل اهدافها الاقاتصادية ايضا و الخاسر الوحيد فيها هو الشعب صاحب الثروة الحقيقي.
منذ سقوط الدكتاتورية والتدخلات المتعددة الاوجه لم تتوقف و لكن في كل مرحلة تختلف كيفية العمل و المعادلات التي تفرض نوع التدخل و الاهداف باقية على حالها مع تغيير الوسائل و الاسلوب و المنفذ سواء كان اللاعب هو المخطط و المستفيد و المتدخل بنفسه او من يعمل نيابة عنه من العمل و هم المرتزقة و بدورهم يعملون وفق ما تتطلبه ظروف المرحلة و يتوائمون مع المتغيرات حسب الطلب. الحق الذي طالب به الشعب الكوردتساني من خلال عملية الاستفتاء واجهه الغدر و المصالح الكبرى و اعاد الكورد خطوات الى الوراء و الذي بدوره وفّر فرصة لمن تربص منذ مدة و لم يتمكن من العمل المباشر بان يتدخل الان بشكل مكشوف وفاضح.
اليوم هنا من هو المتنفذ يستغل القوى الداخلية باسماء و تركيبات مختلفة و لها تكتيكاتها من اجل تحقيق استراتيحيتها الجهنمية, و يعمل على الخطط التي تمكن المتدخل من التعامل مع ما تفرضه مصالح الاخرين بشكل يجعل الخاسر الوحيد اصحاب الدار فقط.
لنتكلم بشكل صريح و واضح ايضا، المناطق المتنازع عليها الشمالية لكوردستان الجنوبية تحت رحمة سياسات تركيا و ما تفعلها اضافة الى طمعها في كركوك مع تدخلات ايران المنافسة لها في هذه المناطق ايضا, و المناطق المتنازعة عليها الجنوبية لكوردستان الجنوبية و هي تحت رحمة ايران بشكل مباشر و لم تصل ايدي تركيا بشكل مباشر اليها نظرا للظروف الديموغرافية و السياسية فيها و قربا من بغداد التابعة بشكل سري و علني لغير تركيا، وهي بالاحرى اليد الطولى لايران و مركزا مهما من استراتيجية ايران الخارجية و طرف رئيسيفي محروها المسيطر بشكل كبير.
بعدما عملت الدكتاتورية البعثية ما امكنها من مسح هذه المناطق بطريقتها استهدفت نزعها بشكل كامل من اصحابها او نزع اصحباها منها بالقوة و الترهيب و الترغيب منذ انتكاسة ثورة ايلول. فاليوم من جاء بعد السقوط يريدون اعادة الكرة بشكل جديد و بالقوة الناعمة السياسية و من خلال التخويف و الترهيبو بنفس الاسلوب الذي جرى في مناطق اخرى حساسة في العراق.
يبدو ان من يخطط يعمل بهدوء و يستغل الخلافات الداخلية للقوى الكوردستانية الغشيمة بسلطتها و معارضتها التي تتكالب على البعض نتيجة صراعاتهم الحمقاء و التي تصب لصالح الاعداء و المتدخلين في شؤون كوردستان مع مناطقها المتنازعة عليها و المحتلة بشكل مباشر من قبل اطراف متعددة و ليس من قبل بغداد فقط.
الحشد الشعبي الذراع الايمن لايران بشكل غير مباشر و كما يعلم الجميع انه بمثابة الحرس الثوري العراقي المشابه لنظيره بكل معنى الكلمة من حيث التركيب و الاهداف و النوازع. اليوم هو المتدخل في بغداد اي مركز العراق سياسيا و يلعب في المناطق المتنازعة عليها بشكل لا يمكن ان نبعد اي عمل و ان كان ارهابيا عنه لاسباب عديدة يمكن ان تضعنا على اليقين من نظرتنا الى ما يجري:
* الصراع المتعدد الاوجه في العراق بين المحاور يجعل من ايران لا مفر من نشاطاتها المختلفة نتيجة الضغوطات التي تتعرض لها من قبل الادارة الامريكية من جهة و محاولات تركيا من مد يدها من خلال اقليم كوردستان و باتجاه كركوك و سنجار كهدف استراتيجي لها من جهة اخرى و لا يمكن لايران ان تغض الطرف عن تلك النوايا, و هي تعمل ما بوسعها من اجل ان تسبق ما يمكن ان يحصل من قبل الاخر .
* الخط الفاصل بين الحدود العراقية و بغداد في هذه المنطقة التي ازدادت فيها الانفجارات اخيرا و بالاخص خانقين و المناطق الريفية التابعة لها فيها مزيج من المكونات الشيعية السنية الكوردية و انها استعربت من قبل الدكتاتورية بشكل كان العرب الوافدون اليها من المذهب السني كعامل حاجز بين ايران و العمق العراقي, و عليه فان ايران اليوم امام هدفين و هما الكورد في هذه المناطق مع السنة التي لازالت تتمسك بالارض التي اغتصبتها ابان الحكم الدكتاتوري الظالم.
* اضافة الى ان هذه المناطق ثرية بالثروات الطبيعية فانها لها اهمية جيوسياسية اكثر من اية منطقة اخرى بالنسبة لايران بشكل خاص, و عليه لا يمكنها ان تستغني عن ما تريد و تهتم به من خلال هذه المناطق التي توفر لها الكثير لتسهيل امرها في اللعب في العراق و تكون مسيطرة لاية عملية تريد ان توثر بها سياسيا او تمنع الاخرين من الوصول اليها, فانها لا يمكن ان تدع الاخرين ان يستريحوا فيها بشكل ما.
* وجود بقايا داعش حجة اخرى و هم لازالوا في جحورهم في حمرين و لهم حواضن يمكن ان يصارعوا ايران و كورد معا و عليه فان ادارة الوضع القائم تحتاج لترسيخ ارضية لكل منهم من اجل السيطرة النهائية لمن يتمكن من السيطرة.
* الانفجارات متشابهة و هدفها تخويف الساكنين الكورد الاصليين من اجل الترحيل او الابعاد عن ارض اباءهم بهذه الطريقة الجبانة التي لا يتبعها الا من هو غريب عن المنطقة . و الارض الخصبة لمن استورده النظام السابق الى هنا تعتبر ثروة لم يكن يتوقعها لانه لم يجد مثيلا لها في اراضيه القاحلة كاجداده في الجزيرة. و عليه وكانهم يعيشون ايام الغزوات و يستولوا على كل ما يقع تحت ايديهم و ان اصبحت الظروف و الارضية اكثر ملائمة سوف يطبقون ما طبق من قبل من افعالهم المشينة من السبي و السلب و النهب و فرض الجزية والفدية كاجدادهم الوافدين من الصحراء الجزيرة القاحلة المتعطشين الجائعين الذين لم يجدوا بقعة صغيرة من اراضهم صالحة لاي شي قبل اكتشاف النفط فيها و اليوم هم المعتدون على كل ما يقع بين ايديهم, و في المقابل فان الموتورين من الفرس و الترك و القوميات الاخرى يحاولون منع ما يمكن ان يحصل لهم على حساب اصحاب الارض الكورد, و عليه فان الضحية الاولى و الاخيرة بين المعتدي و الموتور هم الكورد.
منطقة خانقين التاريخية التي حصلت فيها الصراعات التاريخية من قبل من حيث حروب جلولاء وحلوان و الجيوش الجرارة التي دخلت فيها في العصور الغابرة فاناه لم تفقد اهميتها الجيوسياسية في الوقت الحاضر بالنسبة اللدول المتصارعة و دخلت في الامر القوى العالمية الجشعة ضافة الى من صارع و حارب من قبل و سكبت في هذه الارض انهر من الدم.
هنا يجب ان نقول و نحذر بان هذة السلسلة المتتالية من الانفجارات المخططةفي خانقين و اطرافها ليست بفردية او نتيجة صراع عائلي او شخصي او من اجل مصلحة فردية او فئوية صغيرة بقدر ما نعتقد بانها بداية لعمل شائن و هادف من اجل سيطرة احد الاطراف على زمام الامور في هذه المنطقة مبعيدن اهل المنطقة انفسهم عن اي دور لهم, وهذه بداية خطرة و على الملمين العمل على وضع كل جهودهم من اجل منع تحقيق الاهداف الجهنمية هنا في هذه الارض المعطاء. و هل يتمكن الطرف الكوردي من عمل شي و ان كان سكان هذه المناطق من المضحين و الشجعان الذين لم يتمكن البعث من النيل منهم, ام الصراع الداخلي الكوردي قد اوصلهم لحد الياس و يوفر ارضية لتدخل اكثر و تحقيق الاهداف الخطيرة على حساب اصحاب الارض و مصيرهم و مستقبلهم و حياتهم بشكل عام؟ اما الحالة الايجابية الوحيدة المنتظرة هي توحيد سكان المنطقة و ما تدفعهم هذه الانفجارات الى التعاون و الوحدة و هذا ما يشاهده الجميع من التعاون و العمل المظني للمحافظة الذاتية على النفس و بالاماكنيات الذاتية الصغيرة فقط .