ئامانج نەقشبەندی: ٲردوغان كما یجب ٲن یعرف.
لیست المرة الٲولی و بالتٲكید لن تكون المرة الاخیرة التي ینخدع فیها العرب خاصة و المسلمون عامة في الشرق الاوسط و العالم بمسرحیات رجب طیب ٲردوغان، فمنذ وصوله الی سدة الحكم في توركیا في عام ۲۰۰۳ كرئیس للوزراء ومن ثم ٳنتخابه رئیساً للجمهوریة عن طریق الٳقتراع المباشر في ۲۰۱۸، بعد تغییر نظام الحكم من برلماني الی النظام الرئاسي قبل اكثر من سنة علی ذاك التٲريخ ، حاول حزب العدالة و التنمية بٲوامر مباشرة من زعیمه تلقین الشارع التركي بٲن (تركیا قویة بحاجة الی نظام رئاسي قوي ) فلم یكن الجلوس في قصر الرئاسة كشخصیة رمزية بمهام شرفیة لیرضي غرور اردوغان و طموحاته التي كانت بلا حدود ، مع الٳشارة بٳن فكرة تغیير الدستور و نظام الحكم في تركیا ٲقدم من محاولات اردوغان و حزبه ٳذ سبقه لطرح الفكرة كل من تورغوت اوزال و سلیمان دیمریل . فٲولی تلك المسرحیات التي كان بطلها اردوغان بلا منازع قصة المشادة الكلامية بینه و بین الرئیس الاسرائیلي آنذاك شیمون بیریز في عام ۲۰۰۹ علی هامش منتدی دافوس الاقتصادي في سویسرا وقد خدعت الكثیرین في العالمین العربي و الٳسلامي ، وتوالت التمثیلیات و المسرحیات الاردوغانیة ، لعل ٲشهرها علی الٳطلاق مسرحیة الٳنقلاب العسكري المزعوم في منتصف یولیو عام ۲۰۱٦ و الغرض منه تفرد اردوغان و اعوانه المخلصین بالسلطة و التخلص من معارضیه في الداخل و الخارج وفي مقدمتهم الداعیة الاسلامي فتح الله غولن المقیم في الولایات المتحدة الامریكية ، وما تمخض عنه من تصفیات و ٳعتقال ٲو طرد الالاف من الموظفین المدنیین و العسكریین ، و اخیرا و لیس آخراً قیام الحكومة التركية بطرد السفیر الٳسرائیلي ٳیتان نائیه تباكیاً علی مظاهرات غزة في ذكری النكبة و التي اسفرت عن ٳستشهاد ٦۱ فلسطینیاً و جرح اكثر من ۲٥۰۰ شخص.
فرجب طیب اردوغان اولاً و ٲخیرا سیاسي براغماتي شٲنه شٲن كل السیاسیین ، سیفعل ٲي شيئ لضمان تثبیت دعائم حكمه و ٳستمرار البقاء علی رٲس السلطة في تركیا لسنوات و سنوات كرئیس لحزب یدعي بٲن له توجهات اسلامية في دولة علمانیة بٳمتیاز ، وقد ٳستغل اردوغان عدة عوامل لصالحه علی ٲكمل وجه .. فمن جهة ٳستثمر تعاطف الشعب التركي للحزب الذي یتزعمه و الاحزاب الاسلامیة التي قامت الحكومات السابقة المدعومة من العسكر الذين كانوا یوصفون بحماة الدستور العلماني و الارث الكمالي في السنوات الاخیرة بمحاربتها و حظر نشاطاتها و ٳعتقال زعمائها ، الرفاه و السعادة و قائمة تطول … و ٳن كان رئیس الوزراء الاسبق (۱۹۹٦ـ۱۹۹۷)نجم الدین اربكان قد عزل و حكم علیه بالسجن و عدم ممارسة اي نشاط سیاسي فٳن المرحوم (عدنان مندریس) و الذي ٳنتخب رئیسا للوزراء للفترة ما بین (۱۹٥۰ـ۱۹٦۰) قد ٲطیح به عن طریق ٳنقلاب عسكري و حكم علیه بالٳعدام شنقاً مع اثنین من وزراءه .
ومن جهة ٲخری ٳستغل ٲردوغان ضعف الاحزاب و التیارات العلمانیة و حتی القومية الاخری الحاضرة في المشهد السیاسي التركي في السنوات الاخیرة ، دون ٲن ننسی ما یحدث ٳقلیمیاً حیث حالة التخبط و الفوضی التي تسود في العالمین العربي و الاسلامي و ما یسمی بالحرب علی الٳرهاب و تداعیات الربیع العربي ؟! و قضیة السلام الفلسطیني الاسرائیلي التي كانت و لازالت مشكلة المشاكل في المنطقة ، و قد ٳستطاع اردوغان استغلال هذه العوامل كلها لصالحه محاولاً طرح نفسه كزعیم اوحد ، و الاطماع التوسعیة التركیة حتی قبل حقبة العدالة و التنمیة و الفكر الاردوغاني كانت موجودة و لا تزال و بالاخص في العراق و لواء الموصل التٲریخیة والتي تشمل مدینة كركوك الكوردیة الغنیة بالنفط بالٳضافة الی تدخلهم في سوریا بدعوی محاربة الانفصالیون الكورد ؟! و لا زال الكثیر من الاتراك وفي مقدمتهم اردوغان یعیشون وهم ٳعادة ٳحیاء الامبراطوریة العثمانیة ، متصوراً نفسه سلطاناً لتلك الامبراطورية .
و النفاق التركي و الاردوغاني لم یقف عند حد ، و الضحك علی ذقون العرب و المسلمین لازال مستمراً ، فالقاصي و الداني یدرك قوة العلاقات التركیة الاسرائیلیة علی كافة الاصعدة ، ٳقتصادیاً و سیاسیاً و عسكریاً ، وقد كتب احد الكتاب العرب عن علاقات اسرائیل مع الدولة التركية واصفاً ایاها بعلاقة متینة خلف ستار المتاجرة بقضیة فلسطین .
فرجب طیب اردوغان یدعي الاسلام و یدعي احترام مبادئ الدیمقراطیة و الشوری و الطیبة و الصلح و السلام رٲینا تعامله مع الساسة الكورد و روؤساء الاحزاب الكوردیة في الداخل التركي و رٲینا تعامله مع استاذه فتح الله غولن و اعوانه ،وعن علاقاته الوثیقة بتنظیم داعش في العراق و سوریا فقد قیل الكثیر … كما رٲینا نفاقه في تعامله مع مٲساة الشعب الفلسطیني ، فقد سمعنا و قرٲنا في اكثر من مناسبة عن نیة الحكومة التركیة ٳفتتاح سفارة لها في القدس الشرقیة بوصفها عاصمة للدولة الفلسطینیة ؟! و ذلك رداً علی القرار الامریكي لنقل السفارة من تل ابیب الی القدس و الاعتراف بها كعاصمة للدولة العبریة ، لیتبین لاحقاً بٲن هذه الخطوة التركیة ایضاً مسرحیة من مسرحیات اردوغان لٳظهار نفسه كالزعیم و المتبني الوحید للقضیة الفلسطینیة ، وكاد البعض منا ٲن یصدق اكاذیب السلطان اردوغان ، الی ٲن سمعنا فضیحة شركة لیماك التركیة القابضة و رئیسها (نهاد اوزدمیر) و الذي یشتهر بعلاقاته الوثیقة بالرئیس التركي ، فهذه الشركة التركية قد فازت بمناقصة بناء السفارة الامریكیة في القدس و قیمة العقد یصل الی ۲۱ملیون دولار ، دون ٲن ننسی بٲن وزیر النقل في الحكومة الحالیة في تركیا هو محمد جاهد طوران هو احد المدراء التنفیذیین لٳحدی الشركات التابعة للملیاردیر نهاد اوزدمیر ، و مما یجلب الٳنتباه في مسٲلة الشركة التركیة ..ٳشارة الكثیر من الصحف و المواقع العربیة الی ٲصول اوزدمیر الكوردیة التركیة و قد یكون القصد من هذه الٳشارة واضحا للجمیع .
ولكن كل ما قیل عن مسرحیاته في كفة و مهزلته الٲخیرة في كفة اخری ، یبدو اننا واقفین علی ٲعتاب مسرحیة جدیدة و كالعادة بطلها الرئیسي اردوغان و خیاله الخصب تٲلیفا و سیناریو و حوار و اخراجاً و ٳنتاجاً و تلفیقا للٳتهامات كیفما ٳتفق … و العدو و المتهم المفترض هذه المرة القس الامريكي اندرو برانسون المقیم في تركیا منذ ٲكثر من عشرین عاماً … تهمة قد تكون المضك المبكي في آن معاً ، التجسس و التواطؤ لصالح بعبع اردوغان المرعب الداعیة فتح الله غولن من جهة والعدو اللدود للعقلیة التركیة الطورانیة المقیتة ، حزب العمال الكوردستاني الیساري ؟! تصوروا الكومیدیا .. رجل دین مسیحي امریكي یتجسس لصالح غولن الاسلامي من جهة و الحزب الیساري الكوردي من جهة اخری
ولكن بالرغم من كل ما قیل ، و بالرغم من كل الاحداث التي حصلت منذ ظهور اردوغان و حزبه الاخواني في الساحة السیاسیة التركیة ، الا اننا نستطیع ان نقول بٲن الكثیرین سیبقون یرون في اردوغان بالرغم من نفاقه و اكاذیبه ، المنقذ و البطل ولن یعرفوه كما یجب ٲن یعرف .