عماد علي: الكورد و الازمة السياسية المستفحلة في العراق.
اختصارا لما يحدث, الصراع الذي تشدد بين امريكا و ايران و النتائج المتقاربة بين الموالين او التابعين او افضل مصطلح لهم هو المقريبين من المحورين ازداد الطين بلة, بحيث التنافس على المناصب و بالاخص رئيس السلطة التنفيذية الاولى اصبح العقدة الاكبر للكتلة الاكبر المعقد امره قاننيا و الذي يقدم بدوره يحسم امورا كثيرة داخلية و خارجية و منها هو رفم المحور الاقوى بين المتصارعين القويين على ارض العراق و المنطقىة و هو ما يفضي الى ما يقع عليه الصراع المحتدم بين هاتين القوتين المهيمنتين على كافة الاوضاع في المنطقة و العراق دون ارادة بلدان المنطقة اقليميا و بعيدا ايضا عن ارادة القوى السياسية داخليا و رغما عن انف شعوب المنطقة و الشعب العراقي قبل الجميع.
في الانتخابات السابقة و التي كان المكون الشيعي هو الجهة الموحدة و به اصبح المنصب الاهم محسوم لهم و رغم التاخير و التنافس الشخصي عليه، كان الامر اسهل و الوضع اكثر قابلية لتنفيذ بنود الدستور و تنصيب الاهم و توزيع الكعكة, اما اليوم فقد توزع الامر على قوتين شيعيتين و اربع قوى عراقية متقاربة بدلا من قوة قوية و اثنتين بطبيعة الحال تابعتين, اي الكتلة الاكبر لا يمكن ان تحسم بعيدا عن الصراع الخارجي و دوره, و هذه العملية تقع في اخطر وقت و احسمه في المنافسة الكبيرة الخطيرة على ارض العراق بين ايرن و امريكا.
هناك سيناريوهات كثيرة لا يمكن سردها هنا و لكن اقربها الى الواقعية يمكن ان تكون اعقدها و اصعبها مقارنة بما كان في المراحل الانتخابية السابقة التي بدورها مرت بمخاض عسير جدا الى ان ولدت السلطة التي درت على المنتفعين فقط الخيرات و الشعب بعيد عن خيرات البلد الواسعة, فكيف اليوم و الامر اصعب؟
من حسن الحظ و ليس التدبير, فان الكورد اصبحوا بيضة القبان بفعل انقسام المكون الشيعي على المحورين الامريكي و الايراني، و اصبحت مهامهم اسهل اضافة الى الاحتمال الاكبر في امكانية نيل قسم كبير من متطلباتهم ان عرفوا كيف يلعبون في هذه المرحلة ووضعوا ايدهم على ما هي الخطوة الصحيحة بالضبط، دون ان يتراجعوا كما في السابق. و ما يمكن ان يكونوا هم خلال الاربع السنوات المقبلة الطرف الذي يمكن ان يحكمون و لكن هناك من على السلطة بالنيابة عنهم تقريبا، اي تكون لهم قوة الفصل في اية حركة عند السطلة العراقية، بمعنى البيضة التي يمكن ان تكون لصالح السلطة و العصا بيد المعارضة التي يمكن ان تتشكل حتما عند يسيطر احد الطرفين، و هذا ما يدفعنا الى ان نعتقد بان على الكورد ان يحسموا امرهم مسبقا على ان يكونوا مع السطلةايهما كان في ظرف تتشكل فيه معارضة من احد المحورين من المكون الشيعي. و به يمكن ان يعوض الكورد نسبة معقولة مما فاته من الامور بعد الاستفتاء, وحتما البراغماتية هي التي يمكن ان تقر مستقبل كوردستان بعيدا عن العاطفة و الاخطاء التاريخية التي مرر بها الكورد في مسيرته.
و عليه يمكننا ان نوضح امر الكورد في جانبين مهمين له:
*ان يعمل على ان تتكون هناك معارضة و تبدا المرحلة التي تنقسم فيها الشيعة الى السلطة و المعارضة بعيدا عن انقسامهم هم بين السلطة و المعارضة ( اي يجب ان يكونوا هم جميعهم او اكثريتهم الساحقة مع السلطة دائما) و هذا ما يمكن ان يحقق مهام الكورد المستقبلية التكتيكية و الاستراتيجية, بعيدا عن المشاركة الجماعية و توزيع الكعكة على جميع القوى الذي يدعيه الكورد اليوم و النابع عن عدم قرائته الجيدة لما يجري( يجب ان يكون المشاركة و التوازن و التوافق بين قوى السلطة فقط و التي يكون الكورد احد اطرافها, والعمل على ايجاد المعارضة لتكون سندا للكورد في وقت المحنة), اي التخطيط و الاصرار على ما نحن عليه دون اعادة الكرّة لتحالف القوى الشيعية باي شكل كان, و هذا واضح في العملية و لا يمكن توقع غير ذل.
*ان يبقى الكورد في بغداد موحدين و بالاخص القوى الكبرى و ينضموا لكتلة السلطة في اخر الامر دون بيان ميلهم للطرفين الى النهاية, و مساهمين في تحقيق متطلبات المعارضة بشكل غير مباشر ليبقوا عين و كتلة قوية بيدهم هم انفسهم دون توزيع المهام او القوة بين الاطراف, و عليه سيكون السنوات الاربع المقبلة سهلة المسير لهم و بامكانهم اعادة موقعهم و قوتهم, بشرط التوحيد الداخلي بين القوى الكوردستانية ايضا و بالاخص في بغداد.
السؤال هنا هو؛ هل يملك القيادة الكوردية تلك العقلية المقيّمة الجيدة و المخططة العلمية و العملية و المساهمة و المشاركة في بناء الصرح المنتظر خلال السنوات الاربع المقبلة او على الاقل التقرب من نقطة الاهم, ام نصاب بالصدمة ايضا؟
انني اشك في الامر, لان الاخطاء الكبيرة التي حصلت من قبل يمكن ان تعاد دون ان يرف لهم جفن, و يهم عملوا على ما يطيب لهم وفق مصالح ضيقة فكيف يمكننا ن نثق بانهم ينجحون في مهامهم الاصعب و الحساس في هذه المرحلة, انها بداية اصعب من ما ياتي مستقبلا ربما و لكن تبني قاعدة خاطئة ستبقي على البناء الخاطيء و المئل الذي يمكن ان يقع في اية لحظة.
و به يمكن ان نقول دور الكورد حاسم و قاطع ان بقت الظروف على ما هي عليه, و بقت الكتلتين الشيعيتين على ما هما عليه منقسمتين و موزعتين على المحورين الامريكي و الايراني كما نرى. فهل ما يقدمه الذي يمكن ان سميه القدر او الحظ يشتته العقلية الضيقة الافق؟ للنتظر لسنا ببعيدين لنر عمل ايديهم غير الماهرة لحد اليوم.