ئامانج ناجي نقشبندي: ما بین ٳحراق القنصلیة الٳیرانیة و ٳحراق الشرق الٱوسط.
سبق و ٲن تحدثنا في مقالات سابقة عن الدور الٳیراني الصریح و المعلن في مایحدث في العراق كما ٲشار الیه كثیر من المتابعین و المحللین، و محاولات زعزعة الٳستقرار و التدخلات و التجاوزات التي حدثت و لا زالت تحدث في العراق و المنطقة بشكل خاص و الخلیج العربي و الدول و العواصم العربیة و الاسلامية بشكل عام، و العنجهیة الفارسیة و تفاخرها و التصریحات الرسمیة الایرانیة من ارفع المستویات عن حكمهم المباشر و غیر المباشر لٲكثر من عاصمة عربیة و ٳسلامیة، وفي مقدمتها بغداد و دمشق و صنعاء و لبنان و مدینة غزة ، و جهود ایران الحثیثة لزعزعة الٳستقرار في البحرین، وصولاً الی افغانستان شرقاً بواسطة فیلق القدس التابع للحرس الثوري الٳیراني و قائده قاسم سلیماني من جهة، و التیارات و الاحزاب الشیعیة الموالیة لها في تلك الدول من جهة اخری و نقل صراعها (المزعوم) مع الولایات المتحدة الامریكیة و حلفائها في المنطقة و ٳسرائیل، الی خارج حدودها.
و الٳسطوانة المشروخة التي یردها الایرانیون ومن ورائهم الكثیر من الجهات العراقیة بسنتهم و شیعتهم حول سعي الشعب الكوردي لتقسیم العراق (المقسم علی ٲرض الواقع) قبل الٳستفتاء و بعده ناسین ٲو متناسین دور الكورد و تٲریخهم النضالي في مقارعة الٲنظمة الدكتاتوریة المتعاقبة منذ عقود و عقود و كذلك حقهم في الوجود و الحیاة الحرة الكریمة.
و جرائم النظام في الداخل الٳیراني ضد الكورد و الاحزاب السیاسیة الفاعلة في الساحة الایرانیة و الٳقصاء و التهمیش و التمییز القومي و المذهبي و حملة الاعدامات ضد النشطاء الكورد شبه الیومیه و محاولات تضییق الخناق علی الاحزاب الكوردیة المعارضة فحدیث یطول شرحه و آخر هذه الجرائم التي ٳرتكبتها الجمهوریة الٳسلامیة كانت قبل ٲیام قلائل حیث قاموا بقصف مقرات جناحي الحزب الدیمقراطي الكوردستاني في ایران بالقرب من مدینة كویسنجق بالصواریخ مما خلف العدید من الجرحی و الشهداء في صفوف الحزبین المذكورین.
ولكن اتهام القیادة السیاسیة في ٳقلیم كوردستان باتقسیم و النزعة الٳنفصالیة و حملة التشویه و المؤامرات الٳقلیمیة بین ایران و تركیا و سوریا و بعض القوی من الداخل العراقي طوال تلك السنوات لم تكن الا ذراً للرماد في العیون، و یوماً بعد آخر بدٲت الحقائق تظهر للعیان، و بدء المسؤولین في الجمهوریة الاسلامیة بٳطلاق التصریحات التي تكشف نیاتهم الحقیقیة و اطماعهم في العراق خصوصاًو المنطقة بشكل عام . فبعد عقد و نصف من السقوط و وصول الٲحزاب الشیعیة الموالیة لٳیران ، و الٲوضاع السیاسیة و الٳقتصادیة و الامنیة المتدهورة، و بعد ٲن اصبح العراق من ٲكثر الدول فساداً و فقراً و اكثرها انعداماً للٲمان علی مستوی العالم، و الٳقتتال الطائفي و القتل علی الهویة و ظهور العشرات من التنظیمات الٳرهابية ٳبتداءً بالقاعدة و لیس ٳنتهاءً بداعش و ٳحتلالها عدة مدن و مساحات شاسعة في الغرب و الوسط العراقي و استیلائها علی اسلحة و معدات عسكریة قدرت بملیارات الدولارات الهجرة و النزوح الجماعي و التدخلات الٳقلیمیة و الدولیة، و بعد اصبح العراق بلداً مستباحاً لكل من هب و دب. لیصل الوضع الی حافة الٳنفجار ، و رٲینا كیف وصل الغضب الشعبي الی ذروته في البصرة تجاه حكومات عراقیة لا حول لها و لا قوة و لا تستطیع ان تقدم الحد الٲدنی من الخدمات الی مدینة قد تكون من اغنی مدن العالم . حكومات لا تسیر الا بٳملاءات ایرانیة ٲو ٲمریكیة، و تجاه الجمهوریة الٳسلامیة الایرانیة و سیطرة عملائها علی مقالید المدینة.
و كان ماكان في البصرة من مظاهرات و ٳعتصامات وصلت الی ٳحراق المباني و الممتلكات العامة و المحافظة و بیوت الوزراء و المسؤولین، حتی وقع المحظور (من وجهة النظر الٳیرانیة طبعاً) ، حیث قام المتظاهرین بٳحراق القنصلیة في البصرة، فقامت القیامة في ایران ، فهددوا و توعدوا و طالبوا بٳلقاء القبض علی المجرمین و محاكمتهم علی هذه الجریمة النكراء !! لیطل علینا احد مستشاري خامنئي اللواء العسكري (محمد باقري) لیعلنها جهاراً نهاراً بٲن لدیهم القوة لضرب العراق و رفع علم ایران فوق بغداد (و كٲن العلم الایراني لیس مرفوعا في بغداد) و بٲنهم سیردون علی ٳحراق القنصلیة في البصرة في الوقت المناسب.
فٳن كنا نحن الكورد نرید حقاً تكفله كافة كافة القوانین و الدساتیر و الكتب السماویة و الوضعیة و سعینا الی هذا الهدف وفق تلك القوانین و بتفویض من الشعب، فٳن ایران لا تعترف اصلاً ببلد اسمه العراق و لا بسیادته و تصریحات اللواء باقري لم تكن الٲولی في مسٲلة الٳستخفاف بالعراق و لن تكون الٲخیرة. ٲولم یقل (علی یونسي) وزیر الٳستخبارات السابق في حكومة خاتمي و المستشار الحالي لحسن روحاني بٲنهم یعتبرون العراق مركز حضارتهم و ثقافتهم و هویتهم الفارسیة و كون بغداد حدیقتهم الخلفیة و عاصمة لٳمبراطوریة ایران الجدیدة … و یقولون ٲن الكورد في العراق هم من یسعون الی الانفصال و التقسیم ؟!.
فٳیران لم تعد تخفي ٲطماعها الحقیقیة و الهدف اكثر من السیطرة علی العراق و ثرواته و مقدراته بكثیر فسبق و ٲن ٲطربنا نائب قائد فیلق القدس التابع للحرس الٳیراني اللواء (ٳسماعیل قائاني) من مدینة مشهد بتصریحات لا تخلو من الغرور و التفاخر و النزعة السلطوية الٳیرانیة حین قال (ٲن ایران مستمرة بفتح بلدان المنطقة، و ٳنهم بدٲوا بسیطرتهم علی العراق و سوریا و فلسطین و لبنان و الیمن و ٲفغانستان). تری ماذا سیكون رد من یتهمون الكورد بالتقسیم و الٳنفصال تجاه هذا الصلف والغرور الفارسي؟. دون ٲن ننسی تصریحات مشابهة لوزیر استخبارات و الامن القومي في حكومة احمدي نجاد (حیدر مصلحي)حول سیطرة بلاده علی اربعة عواصم عربیة، بالٳضافة طبعاً لكل مایجري في غزة و البحرین و عن ٲفغانستان المدمرة و المحترقة بنار الحروب فحدث و لا حرج. ولا یزال الجار العربي یری في الانسان الكوردي عدواً له و خطراً علی (ٲمنه القومي ؟!).
و بالعودة الی ٳحراق القنصلیة الایرانیة في محافظة البصرة من قبل المتظاهرین و الذي كانت ضربة موجعة لطهران فهددوا و توعدوا. نتسٲل ٲي دین هذا الذي تدینون به وٲي مذهب و ٲیة عقیدة تحلل لكم احراق الشرق الٲوسط و المنطقة برمتها من دون یغمض لكم جفن ولكن بعد عقد و نصف و نشر الارهاب و الكراهیة و نهب ثروات العراق و خیراته ، ما الذي كنتم تنتظرونه ان یستقبلوكم بالورود ، تثور ثائرة اهل البصرة فیحرقون قنصلیتكم فتقوم القیامة ؟.
لا تهددوا الشعب الكوردي و تقصفوا مقرات ٲحزابه السیاسیة، لا تقوموا بٳعدام نشطائهم المسالمین بتهم باطلة و محاكمات صوریة.
لا تتوعدوا الخیرین من البصرة بالٳنتقام، ردوا علی ٳعتداء الطیران الٳسرائيلي علی قواتكم المتواجدة في الداخل السوري ٳن كنتم تجرؤون، ٳنتقموا من الموساد الٳسرائیلي الذین دخلوا الی عقر داركم و استولوا علی اكثر من مئة الف صفحة خاصة بالملف النووي الٳیراني و نقلوها الی اسرائیل ٳن كنتم تستطیعون.