عماد علی: اوشكت نهایة عصر المناصفة فی كوردستان.
النتائج الاولية لانتخابات البرلمان الكوردستاني اوضحت ما ستكون عليه السلطة المقبلة في اقليم كوردستان الذي يشهد التغيير المنتظر لاول مرة من جهة كتحصيل حاصل لما حدث من جهة و من ثم كنتيجة واقعية من ردود الفعل المنتظرة من المستجدات الاخيرة من انتخاب رئيس العراق الذي بدوره قد يفرض امور كثيرة على كوردستان التي لا يمكن ان يخرج منها الشعب دون تداعيات او سلبيات، و لكن بالاحرى يمكن القول بانه ستكون الحال في مخاض باتجاهين معاكسين؛ اما ياتي بتداول السلطة الذي يفرضه الواقع الحالي او التقاطع و الانفصال الكامل للحزبين المتنفذين نتيجة بزوع عصر السلطة و المعارضة مما يؤثر هذا بدوره بشكل لا يمكن ان لا ننتظر منه الشر.
منذ انتفاضة شعب كوردستان و لم ير الشعب تداول السلطة الصحيح بمعناه الحقيقي. و كل ما جرى هو الادامة بحكم الحزبين تحت يافطات مختلفة و منها الثورية المتوارثة من الثورة الكوردستانية و ان تغيرت منحيات شعبية لكل منهما بين فترة و اخرى, و اسواها هو فترة الحرب الداخلية التي اكلت الاخضر و اليابس نتيجة طمع كل منهما للسيطرة و انهاء الاخر دون ان يلتفتوا الى مصالح الشعب. و عليه ضيقت دائرة السلطات المتنفذة لعوائل معينة فيهما بعيدا عن الكفاءة و الامكانيات المطلوبة لادارة اي بلد، و عليه شهدت كوردستان حتى تراجعا عما كانت عليهمن قبل في الكثير من الجوانب و في مقدمتها المستوى الثقافي العام عدا ما شاهدته من المآسي الاقتصادية و اتساع البون بين الطبقة الثرية و الفقيرة الذي بدوره يؤدي الى القهر و الظلم و المعاناة الكثيرة للطبقة الكادحة.
اليوم و كل التوقعات تتجه صوب التغيير الشامل في العملية السياسية و الواقع ربما يفرض الاكثرية و الاقلية او سيطرة الاكثرية و بمساعدة الاقليات في السلطة و هنا تبدا عملية نشوء المعارضة الحقيقية طبيعيا و ليس كرد فعل و لاسباب سياسية خاصة دون ارضية مناسبة لها, و ان كان المصلحة العليا هي الاهم على الجميع تقبل ما يحصل.
الديموقراطي الكوردستاني يسعى لبيان و اثبات صحة نظرته و رؤيته لما يفترض ان يحصل و يعمل على تطبيقها على ارض الواقع و يجهد بكل امكانياته لتوضيح امره و بيان صحة ادعاءاته السابقة بان هناك عوائق امام فرض الاكثرية التي يدعمها الشعب في خدمة المواطنين نتيجة الظروف الخاصة بكوردستان و الصراع القائم مع الاخر.
اي، ان الديموقراطي الكوردستاني يريد من المرحلة بكل ما فيها ان تكون له هو ليثبت و يوضح انه الاصح و العائق هو غيره و به يتفرد اكثر و ربما يفعل بكل جهده ان يقدم ما يمكنه من اجل السيطرة على مناطق نفوذ منافسه و ان يبطل ادعاءات في القاء اللوم عليه طوال الفترة السابقة, و هذا في النتيجة سيقع لصالح العام.
التلميحات الكثيرة من قبل قادة الديموقراطي الكوردستاني تدلنا على انه ربما يشارك بنسبة معينة الاخرين في السلطة او يبقي على اكثريتهم و لكن كل بنسب معينة وفق ما يطرحه على الدوام من الاستحقاقات الانتخابية فقط، كي يتلافى الضغوطات و العوائق التي يمكن ان يصنعوها امام مسيرته, و ان لم يصل لنتيجة فانه سوف يعتلي السلطة بمشاركة الاقربين مقابل عزل المنافس و البقاء على نفوذه لمدة اطول.
و الايجابي في الامر بالنسبة للشعب انه ربما للمرة الاولى يمكن ان يعرف الجميع من المقصر و من يمكنه خدمة المواطن و ماهو العائق و من يعرقل الاخر و به يمكن ان يحكم في نهاية الامر و في انتخابات اخرى للافضل. و هي الخطوة الطبيعية الصحيحة الاولى للسلطة المدنية في امكانية وجود السلطة و المعارضة و العمل على تداول السطلة عبر صناديق الاقتراع مستقبلا ان تحمل كل منهما البعض دون الالجوء الى القوة.
اي اوشكت المناصفة في السلطة في كوردستان الى نهايتها نتيجة الانتخابات المصيرية التي جرت و ما رافقتها من التغييرات في سياق الحكم و ما حصل في بغداد دفع اكثر الى بداية عصر جديد في كوردستان, و لا نعلم هل هو الافضل ام ندخل في اتون النفق المظلم مرة اخرى, و هذا هو الاسوا الذي يدفع بالمركز العراقي في اللعب باريحية و السيطرة دون جهد على حساب كل التضحيات الاسابقة للشعب الكوردستاني.
المهم هنا للشعب هل يمكن ان تجري الرياح بما تشتهي السفن، اي ما نعلمه ان الطريق لا يمكن ان تكون معبدة نتيجة المصالح الاقليمية و تدخلات دول الجوار مع وجود ايادي دولية طوال تلعب ما تهمها في كوردستان وبوجود السذاجة السياسية في ظل انعدام الحكمة و القيادة المثالية المتمكنة, ماذا يحصل. فلننتظر و نرى.