ئامانج نەقشبەندی: عندما تصاب السلطة بالزهايمر و فقدان الذاكرة.. سلطة الإقليم و ملايين سهير القيسي أنموذجاَ.
قد لا تكون فضيحة حصول الإعلامية العراقية المشهورة و المذيعة السابقة في قناة العربية ؟! سهير القيسي على قطعة أرض مساحتها (1000) متر مربع في إحدى أرقى أحياء العاصمة أربيل ( حي الوزراء ) و التي تعتبر من أغلى وأجمل المناطق في المدينة، ومن ثم بيعها كما نشر في العديد من وسائل الإعلام بمبلغ (10) ملايين دولار و تحويل المبلغ عداً و نقداً الى بنك معين في دولة خليجية معينة. قد لا تكون الفضيحة الأولى و بالتأكيد لن تكون الأخيرة.. فلقد سبقتها فضائح هدر المال العام و توزيع الأراضي و شراء الفلل والقصور إبتداءً من مشعان الجبوري و إنتهاءً بنوري المالكي و آخرين من الساسة في بغداد، فضائح تكاد لا تعد و لا تحصى.. فلقد إنتشرت في آونة الخيرة قائمة تضم أسماء عشرات من الفنانين و المطربين و الإعلاميين و الإعلاميات و الكتاب و المثقفين ؟!! إشترت لهم السلطة فلل و شقق سكنية في أربيل كلفت الخزينة ملايين الدولارات .
و لكن من بين كل هؤلاء المطبلين والمزمرين الذين نعرف معظمهم و نعرف المراحل التي مروا بها ، وسباقات تغيير الخنادق و الولائات التي مارسوها ، نعرف بأن الكثير منهم أفواه و أبواق و أقلام مأجورة .. تكتب لمن يدفع أكثر، أكثرهم أشخاص إنتهازيين يعرفون من أين تؤكل الكتف، يتواجدون أينما تواجدت الأموال والدولارات.. من بين كل تلك الفضائح إستوقفتني قضية المعاملة الإستثنائية التي حظيت بها المذيعة السابقة في قناة العربية الفضائية (سهير القيسي) بداية منذ وصولها الى الإقليم و إستقبالها إستقبال الأبطال الفاتحين من قبل عدد من المسؤلين في السلطة و في مقدمتهم مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم، الى حملة التطبيل و التزمير و الإهتمام المتزايد من قبل شبكة (رووداو) الإعلامية و نشرها مجموعة من المقالات كتبت فيها سهير القيسي كثيرا دون أن تقول شيئاً يستحق الذكر. ونحن ككتاب و إعلاميين نعرف بأن شبكة (رووداو) و بالرغم من إدعائها الحيادية و المهنية و إدعائاتها المستمرة بأنها الأفضل بلا منازع فإنها كانت ولا تزال و إن أنكرت ذلك تبقى قناة حزبية بالدرجة الأولى محسوبة على الحزب الديمقراطي الكوردستاني و لا تنشر الا لمن يسير على نهجها الفكري و السياسي و جل الكتاب و المثقفين الذين تنشر كتاباتهم و مقالاتهم و آرائهم في الشبكة المذكورة يعبرون عن أفكار الحزب و سياساته، و نادراً ما تجد مقالات و آراء المستقلين طريقها للنشر هناك.
و بالعودة الى الإعلامية العراقية سهير القيسي فإننا نريد فقط و من باب التذكير و عسى أن تنفع الذكرى.. هل يمكن أن تصاب الالسلطات و الحكومات بالزهايمر و فقدان الذاكرة؟ هل تعرفون من هي سهير القيسي و ماذا كانت و ماذا فعلت؟. ما الذي قامت به و ما الذي قدمته لكي تصبح مليونيرة بين ليلة وضحاها على حساب مواطنيي الإقليم؟ أم أنكم في السلطة لم تروا الا وجها جميلاً و قواما ممشوقا فاتنا ؟ هل ياترى كانت لها دوراَ محورياً في تعريف العالم بالقضية الكوردية؟ هل شكلت خطاباتها النارية خنجرا في خاصرة إرهابيي داعش و نحن لا ندري؟ أم أن عشيرتها قضوا في عمليات الأنفال و أن الإخوة في بني قيس كورد أصلاء و لم تكتشفوا هذا إلا مؤخراً؟ أم أن أنهم قد يكونون من ضحايا إستخدام الأسلحة الكيماوية في حلبجة أو بهدينان؟. أم إنها بإختصار تمتلک مؤهلات أخرى ليست لدى غيرها و تستطيع أن تقدم خدمات جليلة لا يستطيع الآخرين أن يقدموه. لما كل هذا الإهتمام؟ ماذا قدمت للشعب الكوردي ليستقبلها شخصياَ مسؤول العلاقات الخارجية و يعقد معها مؤتمرات صحفية، ومن خول فلاح مصطفى ليقوم بهذا الدور و لماذا. ما الذي أوصل السيد مصطفى ليلعب هذا الدور لسنوات مضت؟ و لكن تلك هي أخطاء السلطة التي أوصلتنا الى هذه المرحلة.. هؤلاء من يحكمون و هؤلاء رجالاتهم ، وسط كل تلك الأزمات و المشاكل المستعصية، في خضم معاناة الموظفين و الرواتب المتأخرة و الحالة الإقتصادية المزرية التي نمر بها داخل الإقليم والمشاكل المعلقة بين أربيل و بغداد ، حيث لا يجد الكثيرين قوت يومهم تحصل (سهير القيسي) على عشرة ملايين دولار و يتم تحويل المبلغ الى أحد البنوك في إحدى الدول الخليجية.. دون أن تقدم هذه السلطة أية توضيحات سواء نفيا أو تأكيدا ، و بالتأكيد ستمر هذه الفضيحة مرور الكرام كما حدثت مع سابقاتها و لن يحاسب أحد.
و نعود و نذكر المسؤولين و أصحاب القرار الذين يبدوا كأن نسوا أو تناسوا أحداث الماضي القريب أن سهير القيسي الذي أصبحت بفضلكم من أصحاب الملايين هي نفسها المذيعة السابقة في قناة العربية التي توشحت بالسواد أثناء وبعد إعدام المقبور و وصفت (صدام حسين) بالشهيد البطل ؟!! بعد أجهشت بالبكاء على الهواء مباشرة على مرأى و مسمع العالم بأسره و أنتم آخر من يعلم.