24-06-2017 Dr-Muhamad-Ali

دکتور محمد امين: أردوغان بين الأنقلاب العسكرى ولأنقلاب الانتخابي.

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت

يمكن اعتبار ان انتخابات البلديات الأخيرة في تركيا، كمؤشر لنزول شعبية أردوغان في تركيا عندما فقد فيها أردوغان وحزبه الإسلامي السيطرة على اسطنبول وأنقرة، حيث تمثل القوة الرئيسية والمركزية للاقتصاد والسياسة، وبمثابة نقطة تحول فى الحياة السياسية الكلية في تركيا وفى مستقبل أردوغان وحركته من خلال حزبه الإسلامي.
بشكل عام، أن نتائج الانتخابات تعتبر من أعراض بداية تراجع أردوغان، على الرغم من أن حزبه لا يزال الحزب الأكبر في تركيا. ويمكن رؤية أسباب هذا التراجع في الأبعاد ألاقتصادية والسياسيه المختلفة وغياب الرؤىة السياسية الجديدة. ولكن بالنسبة للسيد أردوغان، هناك سبب واحد فقط وهو مؤامرة مخططة ضده من قبل أعدائه في الخارج والمتعاونين معهم في الداخل وفى مقدمتهم اليبرالين جماعة غولن وعسكريين موالين للغرب.
وبعد نجاة أردوغان من الانقلاب العسكري ضده فى 16 تموز 2016 ، حيث انه لايزال يعيش في حالة قلق من محاولة الانقلاب الجديدة ، ومن المؤكد أن تراجع حزبه في الانتخابات سيعزز من قلقه فى هذا الامر ومحاولة انقلاب جديد ضده.
في الوقت الحالي، في نظر أردوغان، تراجع لأصواته فى الانتخابات هي الانقلاب الصامت ضده وضد دوره السياسي، بحيث ان هذاأكثر تأثيرآ من محاولة الانقلاب العسكري المذكور، لذلك ، فى المرحلة الراهنة سيبذل فيها أردوغان قصار جهده للحفاظ على سلطته ضمن الإطار الديمقراطي والقانوني. لكن السيطرة على السلطة في هذا المدى القصير وحتى على المدى البعيد قد تحددها الأوضاع السياسية والاقتصادية للبلد حسب تطورات الوضع الداخلي والخارجي.
تراجع الاصوات كان بمثابة صدمة لأردوغان وحزبه وللكثير من المهتمين بالشأن التركي ولكن على الرغم من هذا، سيبقى أردوغان القوة الرئيسية في البنية السياسية فى تركيا حيث يستمد قوته من مناصريه المنظمين والناشطين بحيث انهم مستعدون للنزول الى الشارع لمساندة أردوغان في اي لحظة تقتضيها الحاجة كما فعلوا عند حدوث الانقلاب الفاشل بحيث ان المشاكل السياسية والاقتصادية وقيمة الليرة المنخفضة قد ساهمت في الحد من أصوات أردوغان ولكن إذا استمر الوضع كما كان قبل الانتخابات، فقد يواجه أردوغان مشكلة خطيرة، لأنه قبل الانتخابات أعلن بالفعل أن الضغط على الليرة والمشاكل الاقتصادية في تركيا موجهة من الخارج وخاصة اذا عجز عن علاج المشاكل المتجددة التى تواجه تركيا.
مهما كانت تداعيات الانتخابات، ينبغي أن يكون هناك شيء واحد وواضح للعيان وهو أن أردوغان وحزبه يعتقدون بانهم اتوا حتي يبقون وكذلك هاجسه من انه يوجد انقلاب جديد من قبل العسكر والقوى الاخرى المسلحة فى ظل تراجع الانتخابات والدعم لمعارضيه قد يتحتم عليه عدم تسليم السلطة للاحزاب الكلاسيكية الفاسدة وكذلك بامكانه ان يوظف هواجس الانقلاب لتبرير وضع حد لنشاط المعارضة وحتى استجوابهم على كيفية فوزهم فى اى انتيخابات. أردوغان ليس سياسياً تركياً عادياً، لكنه هو ايديولوجي و له رؤية سياسية و نظرة جديدة للعالم و للحياة بابعادها التاريخية ,فكرية, ثقافية , سياسية والاقتصادية وكذالك عسكرية وستراتيجية ويرى بان اى محاولة تمس بالسلطته كاتهديدا مباشرة له ولحركته سواء من العسكر او من اصوات صناديق انتيخابات.
وقوع أردوغان بين الانقلاب العسكرى والانقلاب الانتخابي لا يسمح له ان يقبل انعطافآ جديآ ويسلم زمام الامور الى الاخرين وهذا يجعله اكثر صرامتآ امام التحيديات التى يواجهها على صعيد الجبهه الداخليه والخارجية, وفى هذه الحالة فأن ممارسة السلطة القهرية تكون مبرره بشتى الحجج ابرزها الايديولوجيه والامنية.
الانقلاب العسكرى ضد أردوغان عزز موقعه ولكن انقلاب انتخابي 31-3-2019 , جعل أردوغان امام خيارا واحدا لاغيره وهو تمسكه بالسلطة وفى هذه الحالة فأن الوضع فى تركيا يسير نحو أنقلاب جديد من جانب المناوئين لأردوغان او من قبل أردوغان ضد مناوئه بالمساندة الجماهره والاسلامية على غرار الحرس الثوري فى ايران .
بعد الانقلاب الانتخابي فى 31-3-2009 تركيا لن تكون كما كان قبل 31-3-2009, وكيف يكون مسار تركيا الجديد؟,سوف نراه عن قريب.

ئەرک نەبێت، کلیک بکەرە سەر سمبولی فەیسبووک، ئەم بابەتە بنێرە سەر بەشەکەت