ئامانج ناجي نقشبندي: هل سنشهد ٲفول نجم اردوغان؟
بید ٲن الناخب التركي و بعد حوالي ربع قرن من الزمن من الانتصارات المتواصلة ، ٲي منذ عام (۱۹۹٤) و فوز اردوغان بمنصب (عمدة مدینة استنبول) .. قرر معاقبة رجب طیب اردوغان و حزب العدالة و التنمیة الذي یتزعمه في الٳنتخابات التي جرت في ۳۱ من شهر مارس المنصرم و التي تمكنت فیها المعارضة العلمانیة من تحقیق ٳنتصار ساحق بكل المقاییس ، ٳذ خسر ٲردوغان و حزبه بموجب النتائج الاولیة لهذه الٳنتخابات المحلیة سیطرتهم علی كبریات المدن التركیة مثل (انقرة و ٳستنبول و ٲضنة و انطالیا و میرسین) مع التٲكید علی محاولات حزب العدالة و التنمیة لٳعادة فرز عشرات الآلاف من الاصوات في تللك المناطق ، وبحسب آراء الكتاب و المحللین في الشٲن التركي ، فٳن ٳنتصار المعارضة العلمانیة في تركیا لم یكن مرده الی قوة الاحزاب المعارضة الفاعلة في الشارع التركي بقدر ما كانت هذه النتائج ردود افعال للٲخطاء التي ٳرتكبها ٲردوغان و حزبه علی مدی سنوات مضت ، منها تلك المتعلقة بالشؤون الداخلیة و النزعة الدكتاتوریة التي ٳنتهجه ٲردوغان تجاه خصومه السیاسیین و محاولاته المستمیتة لبسط سیطرته علی الداخل التركي سیاسیاً و ٳقتصادیاً و حتی عسكریاً ، ولعلنا نتذكر محاولة الٳنقلاب الفاشلة ؟! في ۱٥ یولیو سنة ۲۰۱٦ و التي قیل ٲن فصیلاً داخل القوات المسلحة قامت بتدبیرها و التي كانت ٲشبه بسیناریو لضرب منافسي اردوغان و حزب العدالة و التنمیة لٳدخال معارضیه من العسكر داخل غیاهب السجون و ٳتهام الزعیم الدیني و حلیف اردوغان السابق (عبدالله غولن) المقیم في الولایات المتحدة الامریكیة بالوقوف وراء محاولة الٳنقلاب ، ووصل عدد المعتقلین المتهمین في تدبیر عملیة الانقلاب و علی لسان وزیر الداخلیة التركي (سلیمان صویلو) الي اكثر من (۱۱۳) الف معتقل ؟! .
ومن جهة ٲخری تلك الاسباب المتعلقة بالسیاسة الخارجیة و حلم ٲردوغان و محاولاته المستمرة للعب دور الزعیم في العالم الٳسلامي و المنطقة العربیة تحت عباءة الدین .. و التحول الی رقم صعب في المنطقة و العالم و التدخل السافر في شؤون دول بعینها …
ففي بدایة الصعود كسب اردوغان و حزبه الرهان داخلیاً عن طریق تقدیم الخدمات و و محاربة الفساد الاداري و المالي في ظل الانخفاض الملفت لسعر اللیرة التركية و بلوغها مستویات قیاسیة و محاولات تخفیض نسب البطالة ، قبل ٲن ینتقلوا الی المرحلة التالیة و یقوم اردوغان ببسط سیطرته علی مقالید الحكم ٲكثر فٲكثر و تلتها خطوات و خطوات ، لیقوم لاحقاً بتغییر الدستور و تنصیب نفسه رئیساً بصلاحیات شبه مطلقة و ٳحیاء حلم اعادة ٳمبراطوریة عثمانیة علی مقاسه … بدایة بالحرب السوریة و من ثم التدخل في شؤون الدول الاخری و محاربة الاحزاب و الحركات الكوردیة المحسوبة علی حزب العمال الكوردي التركي عن طریق علاقاته شبه المعلنة مع الدولة الٳسلامیة في العراق و الشام (داعش) و مهاجمة و دخول مناطق شاسعة علی الحدود السوریة ـ التركیة ذات الاغلبیة الكوردیة ، تلك العلاقة بدت جلیة في قضیة ٳطلاق سراح الرهائن الاتراك المحتجزین لدی داعش و الذین تم ٳختطافهم من مقر القنصلیة التركیة في مدینة الموصل شمال العراق بعد ٳحتجازهم (۱۰۰) یوم و بلا مقابل ؟! ٳذا ٲخذنا بنظر الاعتبار معاملة الدواعش للٲسری و الرهائن في تلك المرحلة فنجد ٲن ٳطلاق الرهائن الاتراك دون غیرهم مسٲلة تثیر الشك و الریبة …
شهدت كل تلك السنوات التي مضت حالة من جنون العظمة و الغرور اللامتناهي في حركات اردوغان و سكناته لیحاول بشتی الطرق و الوسائل تصدیر ٲزماته و مشاكله و القاء اللوم علی الدول الغربیة و ٳفتعال المشاكل معها ، تارة مع روسیا بعد ٲن ٲسقطت طائرة سوخوي الروسیة في سنة ۲۰۱٥علی بعد (٤) كیلومترات علی الحدود مع تركیا و ٳتهام الروس القوات الجویة التركیة بالحادث و ما ترتب علی الحادثة من تداعیات ، وتارة مع الولایات المتحدة وٲما مع الدول الاوروبیة فحدث ولا حرج …
و السؤال الذي یفرض نفسه و من خلال دراسة نتائج هذه الٳنتخابات و التطورات في الٲوضاع في الداخل السوري و التي شهدت بقاء الاسد في سدة الحكم بالرغم الدمار الذي حصل و ٲنهار الدم التي سالت و الارواح التي زهقت … بقي بشار و نظامه بدعم من ایران و روسیا و الهزائم المتتالیة لدولة الخلافة و بسط الجیش سیطرته علی علی اغلب الاراضي السوریة . بالٳضافة الی صفقات السلاح بین الاتراك و الدولة الروسیة خلقت حالة من التوتر علی الصعید السیاسي و الدبلوماسي و الاقتصادي بین تركیا الدولة العضوة في حلف شمال الٲطلسي (ناتو)من جهة و حلفائها الآخرین داخل الحلف و في مقدمتهم الولایات المتحدة الامریكیة و فرنسا و المانیا و آخرین ، فهل ستكون كل هذه العوامل و التداعیات بدایة النهایة لعصر اردوغان و حزبه ، هل سنشهد ٲفول نجم رجب طیب اردوغان الذي سطع نجمه لمدة ربع قرن في سماء تركیا و المنطقة ؟ لعل قوادم الایام كفیلة بالٳجابة عن هذه الاسئلة.