ئامانج نەقشبەندی: عندما يتعلق بالكورد… الفكر البعثي لازال موجودا.
منذ سقوط نظام البعث في 2003 و تولي الأحزاب الشيعية مقاليد الحكم بعد المرحلة الإنتقالية بقيادة بول بريمر و إنحسار دور المكون السني في العراق ما بعد صدام والمحاولات المستميتة للأحزاب الشيعية ومن وراءهم إيران للتفرد بالسلطة على حساب المكونات العراقية الأخرى بمن فيهم كورد العراق، والأحداث التي تلت و المتمثلة بظهور تنظيم القاعدة والمليشيات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران والحرب الطائفية والتهجير و النزوح الجماعي من الوسط و الجنوب سواء الى إقليم كوردستان أو الى دول الجوار و المهجر نتيجة للدمار والخراب الذي حل بالعراق بشكل عام والمدن والمناطق التي تقطنها غالبية سنية و إغراق العراق في الفوضى و الحرب و تصفية الحسابات و الإنفجارات و القتل على الهوية و المخاصصة و الفساد الإداري و المالي و هجرة الطاقات و الكفاءات العراقية الى الخارج وإنفراط العقد الإجتماعي بين مكونات البلد بإختلاف أديانهم و مذاهبهم و توجهاتهم.. و بالمقابل و منذ إنتفاضة عام 1991 كانت هنالك تجربة فريدة من نوعها (قياساِ بما جرى بالوسط والجنوب) في إقليم كوردستان بالرغم من كل شوائبها وسلبياتها و حالة الإستقرار الأمني و الإقتصادي و حملة الإعمار والبناء في المدن الكوردية الخاضعة لحكومة الإقليم ، و هذا الإستقرار بطبيعة الحال لم يكن ليرضي بعض الأطراف السياسية ومن ورائهم دول الجوار و في طليعتهم إيران وتركيا.
و بعد أن ضاق الشارع العراقي ضرعا بممارسات الطبقة السياسية التي أوصلت العراق الى الإنهيار السياسي و الإقتصادي و الأمني و تم تصنيف العراق لأكثر من مرة وفي أكثر من محفل دولي و إقليمي في طليعة الدول الأكثر فساداً في العالم، أوضاع مأساوية حرمت المواطن العراقي من أبسط مقومات الحياة، لم يكن حكام المنطقة الخضراء قادرين على أن يلبوا إحتياجات و آمال و طموحات الشعب العراقي بسبب عدم قدرة الحكومات المتعاقبة منذ 2003 و لحد الآن الإيفاء بإلتزاماتها و تعهداتها للمواطنين ، و عاماً بعد آخر و إنتخابات بعد أخرى كنا نرى وجوها تظهر و اخرى تختفي ، وفيما يتعلق بالشعب الكوردي و تطلعاته كنا و لانزال نرى بأن البعث قد رحل ولكن فكره الإقصائي الشوفيني لا يزال باقياً في نفوس الكثير من الساسة العراقيين بإختلاف مشاربهم و خلفياتهم الدينية و المذهبية و الآيدولوجية و أن فكرة العداء تجاه الكورد حكومة و شعبا و قيادات لا يزال متأصلا في في جذور و نفوس الكثيرين …
وعلى مدى سنوات مضت أصبحت مهاجمة الكورد و أحزابه السياسية و قياداته و إتهامهم بالخيانة و العمالة لأمريكا و إسرائيل و تقسيم العراق (المقسم أصلا على أرض الواقع) و تهديد وحدة الأراضي العراقية ؟! و حدوده الحالية (المقدسة) و التي وضعت من قبل القوى الإستعمارية قبل قرن من الزمن ، أصبحت السلعة الأكثر رواجا لدى كثير من السياسيين يحاولون أن يعزفوا على وتر عاطفة الولاء للعراق و المسائل القومية و الوطنية و المذهبية لإستمالة الناخب العراقي … ليس حبا بالعراق و مصالحه العليا و لكن ضمانا لإستمراريتهم بالبقاء في الواجهة السياسية و التمتع بإمتيازات السلطة والمنصب حرصا على البقاء ضمن منظومة الفساد المستشري في الحياة السياسية في العراق الجديد ، نوابا أو وزراء ، رؤساء كتل أو مستشارين .. سفراء و قناصل ، سابقين أوحاليين و منهم من يبحث عن دور له مستقبلا… الخ . و نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر (وفيق السامرائي و حنان الفتلاوي و عتاب الدوري ومن لف لفهم ) و أخيرا وليس آخرا المعمم العلماني (كما يصف نفسه) الذي يدخن السيكار الكوبي الفاخر (أياد جمال الدين) الذي كان ولايزال يستغل العمامة على أكمل وجه لغرض تحقيق أهداف سياسية و يصور نفسه كالمنقذ و و المصلح و حامي حمى العراق و الذي عاد الى العراق بعد 2003 بحماية أمريكية و مباركة بعض أصدقائه من حكام الخليج ، رجل الدين الذي ( لمجرد ضمان الوصول الى عضوية المجلس الوطني) و و الفوز إمتيازاته وخيراته إنخرط في القائمة العراقية بقيادة أياد علاوي المدعوم أمريكيا ، و كان للسيد المعمم ما أراد . السيد جمال الدين الذي يتكلم و يكتب عن الفساد في العراق نسي أو تناسى بأنه كان لسنوات جزء من تلك المنظومة الفاسدة … و لايزال المتابع للشأن العراقي يتذكر بأنه و في الدورة السابقة و لغرض فوز قائمته في الإنتخابات العراقية إستعان بمدیر حملة بارك اوباما الإنتخابية مقابل مبالغ قدرت بملايين الدولارات ، فما كانت مصادر تلك الملايين و من أين أتت ؟..
السيد أياد جمال الدين و المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل و الذي لم يكتفي بمهاجمة مقدسات المسلمين قديما و حديثا بل وصلت به الوقاحة أن يصف (السيد المسيح) عليه السلام ب(النغل) ؟! و قصة عداء السيد المعمم للكورد فحديث يطول شرحه و تفسيره … وخاصة ونحن الكورد نعيش هذه الأيام العصيبة مستذكرين جرائم صدام والبعث على مدى تأريخهم الطويل و شاهدنا كما شاهد العالم بأسره جريمة أخرى من جرائم النظام البائد أرتكبت قبل أكثر من ثلاثة عقود و هي إكتشاف وفتح مقبرة جماعية لعشرات النساء والأطفال الأبرياء في مدينة السماوة و قد دفنوا أحياء.. فياتري بأي ذنب قتلوا ؟ … و حينما نتذكر مواقف أياد جمال الدين و من هم على شاكلته نعود و نقول ونكرر بأن البعث قد رحلوا ولكن الأفكارهم المعادية تجاه الشعب الكوردي متأصلة في نفوس الكثيرين من الساسة بكل توجهاتهم و إنتماءاتهم ، نتذكر الموقف المعادي المشين لأياد جمال الدين إبان إجراء الإستفتاء في إقليم كوردستان قبل سنتين من الآن ، و دعوته آنذاك بسحق من سماهم بالٳنفصاليين الكورد عملاء الصهيونية في (شمالهم الحبيب) ، و هاهو يعود مرة أخرى لتشغيل الأسطوانة المشروخة متوهما بأن أرض كوردستان جزء من تركة آبائه و أجداده أو أنه وكيل الله في أرضه ، أو ربما تم تعيينه وصيا على مقدرات الشعب الكوردي … فالمفكر العظيم النابغة ، وحيد عصره وأوانه يفجر قنبلة أخرى بإجراء إستطلاع للرأي في حسابه في صفحات التواصل الإجتماعي حول بيع جزء من كوردستان الى تركيا مقابل زيادة حصة العراق المائية من دجلة والفرات من جهة ؟! و من جهة أخرى بيع السليمانية الى جمهورية الولي الفقيه مقابل سيادة العراق على شط العرب … الى جانب إعادة مدينة دهوك الى محافظة الموصل . و يتبين من نتيجة التصويت ماذا يضمر جمال الدين و مؤيدوه من شر و حقد وكراهية تجاه الشعب الكوردي ، فقد أيد (62%) من المصوتين إرسال القوات العسكرية الى إقليم كوردستان و كأن الطريق الى تحرير القدس يمر من كوردستان ؟! . و السؤال الذي يفرض نفسه هنا متى يتعلم البعض أن يطلقوا تصريحات و يتخذوا مواقف تليق و تتناسب مع أحجامهم الطبيعية ؟ … هل سبق و أن تكلم عن فضيحة تنازل الحكومة العراقية لخور عبدالله لدولة الكويت و لماذا لم يقم بإضافته لإستطلاع الرأي ؟ أو ربما تكون دولة الكويت مهتمة بشراء مدينة البصرة.
فإن كان أياد جمال الدين يرغب بشدة من التخلص من الشعب الكوردي و إقليم كوردستان لماذا وقف موقف المعادي من قضية الإستفتاء الذي صوت الشعب لصالحه بنسبة (92.7%؟.
ولكن لاندري أهو الكوردوفوبيا أو حقد لا نهاية له أو كلاهما جعله يقترح ٳلغاء ٳقلیم كوردستان و سحق روؤسنا مرة و بيع أرضنا الى دول الجوار مرة أخرى ، و ها هو يضع خطة لإرسال القوات العسكرية لإحتلال الٳقلیم … و لكن رجل الدين الفاضل الذي ينتظر الكثيرين منه أن يكون شفيعهم لدخول الجنة لم يوضح بأية طريقة سينفذ هذه العملية ، هل سيستعين بقاسم سليماني و فيلق القدس و عملائه من الكورد كما فعلوا في السادس عشر من أكتوبر في كركوك ، او سيستعين بالحشد الشعبي ، أو ربما عن طريق الجيش العراقي الباسل الذي قام بتسليم مدن مثل الموصل و تركوا الأهالي يواجهون الموت والدمارتاركين معدات عسكرية بمليارات الدولارات لتنظيم داعش.