ئامانج ناجي نقشبندي: عندما تبلغ الوقاحة ذروتها.
قبل خمس سنوات و ٳبان الٲحداث الدامیة في المنطقة بشكل عام و الثورة السوریة بشكل خاص، و الجرائم التي ٳرتكبتها جماعات الموت بٲسم الدین الحنیف في كوباني و المدن الكوردیة الاخری في سوریا، كتبنا مقالة بعنوان (ٲین العرب من عین العرب) و الهجمات الوحشیة التي تصدی لها اهالي تلك المدینة البطلة مسطرین ابهی صور البطولة و الفداء.. ٲشرنا فیها بٲن جیران الشعب الكوردي المسلم من ترك و فرس و عرب لم یكتفوا بٳستخدام الاسلحة المحرمة دولیاً ولم یكتفوا بهدم الآلاف من مدنهم وقراهم بمساجدها متفننین بقتلنا بما لم یشهد له العالم مثیلاً، تعذیبا و تنكیلا و طمساً للهویة وتزویراً للتٲریخ و الجغرافیا، وكل ذلك بٲسم الدین، فٳتهمنا بالكفر تارة و العمالة لٳسرائیل تارة ٲخری، وهذا لم یكن بجدید علیهم فحتی صلاح الدین الایوبي القائد الكوردي المسلم محرر بیت المقدس لم یسلم هو الآخر من سهام تزویرهم، وكان ولا یزال قائداً عربیاً..
فیما یخص العراق تحدثنا كثیراً كما تحدث الكثیرین من قبلنا ومنذ تٲسیس الدولة العراقیة الحدیثة بعد الحرب العالمیة الٲولی في بدایات القرن الماضي و حتی هذه اللحظة عن مدینة كركوك و ضواحیها و غیرها من المدن الكوردیة التي الحقت بالعراق عن تعریب ممنهج و منظم سواء في العهد الملكي ٲو الجمهوري ، وفي تركیا لم یكن لم یكن الشعب الكوردي افضل حالاً و سارت فیها عملیات محاربة و ٳبادة كل ما هو كوردي، وتغییر ٲسماء مدن كوردية ٲمثال (دیرسیم و آمد و رهی و دیلوك) لتصبح مدناً بٲسماء تركیة علی غرار (تونجلي و دیاربكر و ٲورفی و غازي عنتاب) ما هي الا غیض من فیض..
اما عن الدولة السوریة بقیادة حزب البعث العربي الٳشتراكي و نهجه القومي المتعصب وحتی ما قبله فحدث ولا حرج، نفس الحالة و نفس الفكر الٳقصائي و نفس التزویر و طمس الحقائق و التشویه نفسه للجغرافیا و التٲریخ … و لسخریة القدر غیروا ٲسماء المدن الكوردیة الی اسماء عربیة و الكثیر من هذه الاسماء ٳن هي الا ترجمة حرفیة للٲسماء الكوردیة لتلك المدن فعلی سبیل المثال لا الحصر مدینة (سري كاني) اصبحت (رٲس النبع) و (گری سپی) بدلت لتصبح (تل ابیض) و (توربە سپی) صارت اسمها (قبور البیض و القحطانیة لاحقاً).. و دائماً ما ٲتحفنا البعث في سوریا فكانوا دوماً یبدعون في التزویر و قلب الحقائق فقاموا بغییر اسم مدینة (دیرك) الكوردیة في بدایة ستینیات القرن الماضي الی مدینة المالكیة ؟! نسبة الی اسم شخصیة سوریة اسمه (عدنان المالكي) ٲغتیل ٲثناء مباراة لكرة القدم بین فریقین سوري و الآخر لبناني في عام ۱۹٥٥ دون ٲن یكون للكورد دور في عملیة الٳغتیال..
وتغییر ٳسم مدینة (كوبانی) البطلة قد تعتبر ٲم المهازل في قضیة التعریب في سوریا ، فبعد ٲن تعرضت لٲشرس هجمة من الدمار و الحصار و السلب و النهب ، و سكت العرب عن كل تلك الجرائم من الخلیج الثائر الی المحیط الهادر ، لسخریة القدر كان اسم المدینة العربي (عین العرب)! و اسم المدینة مشتق من كلمة (Company) الٳنجلیزیة في ٳشارة الی شركة المانیة كانت تبني خط سكة الحجاز آنذاك، وقام تنظیم داعش بعدها بتغییر اسم المدینة الی (عین الاسلام) و هذا الشبل من ذاك (الاسد)..
و للاسف فٲن جیران الكورد لا یقرٲون التٲریخ و لا یعرفون بٲن في اسبانیا و شبه الجزیرة الآیبیریة برمتها و بالرغم من سقوط الاندلس قبل قرون من الزمن فلا تزال اسماء العدید من المدن الاسبانیة هي ذاتها الاسماء العربیة.. اشبیلیة و طلیطلة و مورسیا و غرناطة و المریة و اشبیلیة والعدید من الاسماء الاخری و لایجدون حرجا في ذلك..
تذكرت كل هذه المآسي و التزویر و الظلم و التعسف من العرب و الفرس و الاتراك تجاه الشعب الكوردي المغلوب علی ٲمره و انا اتصفح بعض المواقع الالكترونیة للحصول علی بعض المعلومات عن موضوع اردت كتابته ، وٳذ بي ٲمام مقالة نشرت في موقع (العربي الجدید) ٲثناء الهجوم الشرس علی مدینة كوباني من قبل قوی الظلام یتحدث فیها الكاتب بكل وقاحة عن (تكرید) نعم تكرید اسماء مدن عربیة سوریة ؟! من قبل (وحدات حمایة الشعب) الكوردیة، فٲین یاتری العقل و المنطق في كل تلك الٳتهامات المنسوبة للشعب الكوردي الضحیة لكل ما جری و یجري. ٲین الوعي و البحث و التقصي و قراءة التٲریخ كما یجب ٲن یقرٲ، فالشعب الكوردي الموزعین علی ایران و توركیا و العراق و سوریا كانوا دوماً في قفص الٳتهام ، الطرف الٲضعف و المعتدی علیه و لیس المعتدي، المظلوم و لیس الظالم، كان المقتول و لم یكن یوما من الایام قاتلاً، كانوا دوماً الضحیة و لم یكونوا الجلاد، اقرٲوا و تعلموا فما هكذا تورد الابل ، هنالك شعب تعداده بالملایین یعیشون بجواركم، ولم یطالبوا یوما بٲكثر من حقهم بالوجود ، فما الذي حصلوا علیه غیر الخراب و الدمار و الانكار، وآن ٲن تفهموا بٲن هذا الشعب و لعقود بل قرون ظل صامداً و سیبقی كذلك، و تغییر ٲسماء مدن كوردیة هنا و هناك لن یغییر من امرهم شیئاً، فالكورد اصحاب حق و حلم و قضیة و طموحات مشروعة شٱنهم شٲن الشعوب الاخری التي خلقها الله. و ٳنكار هذا الحق و ذاك الحلم و تلك القضیة ٳن هي الا وقاحة في ٲبشع صورها.