ئامانج نەقشبەندی: تذكير لأردوغان. عسى أن تنفع الذكرى.
مرة أخرى يثبت لنا أردوغان و للعالم أجمع بأنه ليس أكثر من رجل مغرور مريض نفسياً مهووساً بالسطلة و النفوذ، مرة أخرى و خلال تصريحاته شبه اليومية و ظهوره المتكرر أمام الكاميرات و القنوات الفضائية و خطاباته بين أنصاره يقوم بخلط الحابل بالنابل و يقوم بتفويض التأريخ وفق أهوائه و طموحاته التوسعية. و بالتأكيد يحتل الكورد و الأراضي الكوردية الحيز الأكبر من خطابات، مشيراً الى الحقوق التأريخية للأتراك (و لا ندري عن تركيا يتحدث)؟!.
الدولة العثمانية التي ظلت قائمة حوالي ستة قرون من الزمن (۱۲۹۹ـ۱۹۲۳) و التي إمتدت نفوذها في ثلاث قارات آسيا و أفريقيا و أجزاءً من أوروبا، بداية منذ نشأتها كإمارة تركمانية تعمل في خدمة السلاجقة الروم الى أن وصلوا الى البلقان شمالاً و بحر قزوين و الخليج العربي شرقاً ، وصولاً الى مصر و ليبيا و وتونس و الجزائرو الصحراء الكبرى. أم يتحدث أردوغان عن الجمهورية التركية بقيادة كمال أتاتورك الذي أسس الجمهورية على أنقاض الدولة العثمانية التي إنهزمت في الحرب العالمية الأولى، أتاتورك اليهودي الذي كان مدعوماً من بريطانيا و حافائها المنتصرين على دول المحور و من ورائهم اللوبي اليهودي الذين كانوا يخططون لإقامة دولة يهودية على الأراضي الفلسطينية، و دولة أتاتورك كما هو معروف إنحسرت حدودها لما بات يعرف بتركيا الحالية.
فإن كان أردوغان المغرور يتحدث عن حدود تٲريخية في العهد العثماني فأولاً عليه أن يتنكر لكل ما يتعلق بمئة سنة من جمهورية اتاتورك و الفكر القومي الطوراني المتشدد، و هذا ما لا يستطيع لا أردوغان و لا غيره من الساسة الأتراك القيام به.
و ثانياً بدل أن يتحدث أردوغان عن أطماعه أو ما سماه (الحقوق التأريخية في العهد العثماني) في حلب و غیرها، ٲو المدن الكوردية في سوريا و الموصل و كركوك في العراق.
ليجرؤ و يطالب بهده الحقوق المزعومة في جنوب القارة الأوروبية و دول البلقان وصولاً الى الحدود النمساوية، ليعلنه على الملأ و يطالب بإستعادة الخليج العربي و مكة و المدينة فتلك المناطق أيضا كانت في يوم من الأيام ضمن الحدود التأريخية للدولة العثمانية في أقصى إتساعها، ليتجرأ و يطالب بمصر و ليبيا و الجزائر و أراضي شاسعة من حدود إيران الحالية.
فهل غرور أردوغان و تصريحاته الرنانة تنبع من كونه يتعتز بالإرث العثماني فكمال اتاتورك قد قضى عليه و حول تلك الإمبراطورية الى دولة علمانية صغيرة بعيدة كل البعد عن العثمانيين و تأريخهم الذي إمتد لستة قرون من الزمن ، اتاتورك الذي لا يزال صوره وتماثيله معلقة على جدران القصور الرئاسية لأردوغان … أردوغان الذي يصور نفسه المنقذ و السلطان و الزعيم الأوحد للمسلمين؟!.
ولكن أردوغان الحقيقي يمثل كل تطلعات الناطقين بالتركية بالأخص فيما يخص الكراهية تجاه كل ما هو كوردي، وكل هذه التصريحات و الخطابات الرنانة الخالية من المضمون والمنطق و كما جرت العادة لا يقصد من ورائها ٳلا إنماء حالة الكراهية و التعصب القومي الأعمى للأتراك خصوصاً و الدول و الشعوب الإسلامية عموماً تجاه الشعب الكوردي المسلم مستغلاً جهل تلك الشعوب بالقضية الكوردية، وتصويرهم كفاراً و زنادقة و مهرطقين شأنه شأن كل دول الجوار من العرب و الفرس و محاربة الكورد أينما كانوا بأسم الدين، فقد فعلها قبلاً الحكومات المتعاقبة في العراق، كما قام الإيرانيين عند منذ قيام جمهورية مهاباد و صولاً الى أيامنا هذه و ممارسات القتل و التنكيل و الإعدامات اليومية التي تمارسها الجمهورية الإسلامية؟!!، و ما حصل في سوريا منذ عهد حافظ الاسد و وصولا الى إبنه بشار لا يخفى على أحد.
و لكن محاولات أردوغان و عدائه للكورد أينما كانوا لن تكون نتائجها أفضل حالاً ممن سبقوه ، ومهما حاول الكورد أن يشرحوا و يوضحوا فلن نجد آداناً صاغية، و التأريخ قد يكون خير معلم لهؤلاء.. و ليتذكر أردوغان و غيره بأن الشعب الكوردي عاش هنا، على هذه الأرض و كانت لهم إمبراطوريات و ممالك وإمارات و حضارة ، بينما كان أجداد أردوغان يرعون الغنم في شرق آسيا.